تستعد دول شرق آسيا لاستقبال أعداد أكبر من السياح والمستثمرين الخليجيين هذه السنة، في ظل توقعات بأن يتجنب العرب السفر الى الدول الغربية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في مطاراتها، إضافة الى ارتفاع كلفة السفر اليها في ظل الأزمة العالمية التي انعكست على دول المنطقة. وقدرت هيئة السياحة التايلاندية عدد السواح الخليجيين الذين زاروا تايلاند العام الماضي ب 214 الفاً، غالبيتهم من الإمارات والكويت والبحرين وقطر. وتوقعت مصادر تايلاندية ان يرتفع عدد السياح العرب هذه السنة ليتجاوز 250 الف سائح، خصوصاً بعد تراجع المخاوف من مرض انفلونزا الخنازير، وانزعاج العرب من عمليات التفتيش اليدوي في المطارات الغربية. ولا يقصد الخليجيون تايلاند للسياحة والاستجمام فقط، بل أيضاً للعلاج والتجارة والاستثمار في أراضٍ زراعية، لتلبية الطلب على الغذاء في المنطقة التي تستورد اكثر من 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية من الخارج. وأكدت مصادر تايلاندية توجههم للاستثمار في القطاع الزراعي من خلال شراء أراضٍ زراعية شاسعة. وتعتبر تايلاند أكبر دولة مصدرة للرز في العالم، وتصدر نحو 30 مليون طن سنوياً، ويسمح القانون الحالي للأجانب بشراء أراضٍ زراعية من خلال مشاريع مشتركة يمتلك التايلاندي 51 في المئة منها. وأكدت الحكومة التايلاندية استعدادها لإنشاء مشاريع مشتركة مع دول الخليج لتأمين الغذاء، بخاصة الرز والمنتجات الزراعية المصنعة. ووقع «مصرف السلام» البحريني أخيراً اتفاقاً مع شركة «تاروين بوكيهاند مودز» التايلاندية للمشاركة في مشاريع زراعية هناك. وأوضحت وزارة التجارة التايلاندية، ان تايلاند صدرت الى دول الخليج العام الماضي بضائع بنحو 5.5 بليون دولار، معظمها حديد وفولاذ وأحجار كريمة ورز ومواد كيماوية. وبلغت وارادتها من دول المنطقة نحو 14.8 بليون دولار، معظمها نفط خام وغاز. وفي ضوء توقعات ارتفاع عدد السياح الخليجيين الى تايلاند، أكد ممثل شركة الطيران التايلاندية (تاي آروايز) بونياشاي منان في تصريح الى «الحياة»، ان الشركة تتفاوض لعقد شراكات مع مؤسسات طيران إقليمية للتعاون في نقل السياح الخليجيين الى تايلاند، لتلبية الطلب المتزايد على هذا الخط. وتملك تايلاند مقومات سياحية تغطي نشاطات مختلفة مرتبطة بالزراعة، مثل اطلاع السياح على كيفية زراعة الرز والزهور والخضراوات والأعشاب الطبيعية، إضافة الى مراكز البحوث المنتشرة في انحاء البلاد. وتشهد علاقات تايلاند مع دول الخليج نمواً متواصلاً، وتأتي في مقدم هذه الدول، البحرين التي يتبادل المسؤولون فيها مع نظرائهم التايلانديين الزيارات على اعلى المستويات، ما ادى الى خروج تعاون البلدين عن النطاق التقليدي مثل التجارة والسياحة والعمل الى قطاعات جديدة مثل التعاون في حقول تدريب الموارد البشرية والتعليم العالي والاستثمار المشترك في الصحة والنفط والغاز، الى توقيع اتفاق لإزالة الحواجز التجارية والجمركية. اما الكويت، فتتمتع بروابط وثيقة مع تايلاند في مجال التجارة والمصارف والصناعة والتعليم والسياحة والنقل الجوي، وتعتبر اول دولة وقعت مع تايلاند اتفاق الأجواء المفتوحة، سمحت للناقلتين الوطنيتين بتسيير رحلات من دون شروط تتعلق بنوع الطائرة او عدد الرحلات. ومنحت تايلاند الراعايا الكويتيين أفضلية للاستثمار في أراضيها. يذكر ان دولة الإمارات أقامت علاقات ديبلوماسية مع تايلاند عام 1975، وتتعاون معها في مجالات اهمها السياحة والتجارة، ويعتبر الإماراتيون في مقدم من يختارون تايلاند كوجهة سياحية، ويتزايد عددهم كل عام حتى تعدى 70 الف سائح. وفي ما يتعلق بقطر وعُمان، فإن علاقتهما مع تايلاند قوية وتتركز في تجارة النفط والبحوث والاستكشاف والسياحة والتجارة. ومنحت السلطنة احدى الشركات التايلاندية حق التنقيب عن النفط في احد حقولها، وتعززت علاقتها بها بعد فتح خط جوٍّ مباشر بين مسقط وبانكوك.