شهدت الأسواق العالمية تقلبات اليوم (الأربعاء) إذ لم يفلح قرار الصين خفض أسعار الفائدة كثيراً في تهدئة مخاوف السوق التي أثارها اقتصاد الصين المتعثر. وسجلت البورصات الأوروبية الرئيسة انخفاضاً وخسر مؤشر «فوتسي 100» في لندن 1.68 في المئة ليغلق على 5979 نقطة. وفي منطقة اليورو انخفض مؤشر «كاك 40» في باريس بنسبة 1.4 في المئة ليغلق على 4501 نقطة، ومؤشر «داكس 30» في فرانكفورت 1.29 في المئة لينهي تعاملاته على 9997 نقطة. إلا أن الأسواق الأميركية افتحت تعاملاتها على ارتفاع وسط محاولات المستثمرين وقف الخسائر التي استمرت ستة أيام بسبب اضطراب البورصة الصينية. وفي تعاملات منتصف الصباح سجّل مؤشر «داو جونز» للأسهم الصناعية 15854 نقطة بارتفاع 1.2 نقطة بعدما أظهرت بيانات أميركية جديدة ارتفاع الطلب على السلع المعمرة بنسبة اثنين في المئة في تموز (يوليو) الماضي. وارتفع مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» بنسبة 2.07 في المئة ليسجل 1906 نقط، فيما كسب مؤشر «ناسداك» لأسهم التكنولوجيا 2.15 في المئة ليصل الى 4603 نقطة. وتسبب المستثمرون بتأرجح الأسواق الأوروبية بين الربح والخسارة خلال النهار بعد جلسة صعبة في البورصات الآسيوية فيما يتوقع محللون أن تواجه الأسواق المزيد من المصاعب. وقرر «البنك المركزي الصيني» الثلثاء الماضي خفض أسعار الفائدة ونسبة احتياطي الأموال في البنوك، في ثاني خطوة من نوعها خلال شهرين، في مسعى لتحفيز النمو. ولا تهدف تلك الإجراءات فقط الى زيادة السيولة في الصين، بل كذلك الى إعادة الثقة بان بكين يمكنها انقاذ اقتصادها والحفاظ على النمو العالمي. والقى تباطؤ الاقتصاد الصيني بظلال قاتمة على الأسواق نظراً لأن الصين تمثل نحو 15 في المئة من النشاط الاقتصادي العالمي كما أنها المستهلك الرئيس للعديد من السلع. وقال محللون من مؤسسة «كابيتال ايكونوميكس» إن اسوأ فترة ربما تكون انتهت. وقالوا في رسالة الى المستثمرين: «نعتقد انه خلال الفترة المقبلة سيكون المستثمرون أقل قلقاً بشأن الصين، عندما يصبح واضحاً أن اقتصادها ليس في طور الانهيار». وسجل مؤشر البورصة في الصين انخفاضاً بنسبة 1.27 المئة لينهي تعاملاته عند 2927 نقطة اليوم، بعدما تراوح اداؤه بشكل كبير بين الخسائر والمكاسب التي تراوحت بين أربعة في المئة خلال النهار. وتفاوت اداء البورصات الآسيوية الأخرى إذ سجلت بورصة طوكيو ارتفاعاً بنسبة 3.20 في المئة وأغلقت بورصة سيول على 2.57 في المئة، وبورصة سيدني على ارتفاع 0.6 في المئة بينما سجلت بورصتا هونغ كونغ وشنغهاي انخفاضاً بنسبة 1.25 في المئة. وقال المحلل في «ترست نت» توني كروس إن «التقلبات الحادة في أسواق الأسهم مستمرة». وصرح كريغ ايلام المحلل البارز في شركة «واندا» للتداولات «لا نزال نرى تقلبات كبيرة في السوق اليوم، ولم يكن خفض الصين لأسعار الفائدة كافياً لتهدئة مخاوف المستثمرين». وخسرت البورصات الصينية أكثر من 40 في المئة من قيمتها منذ حزيران (يونيو) الماضي ما دفع بكين الى إطلاق عدد من الاجراءات غير المسبوقة لدعم السوق. وقد تؤثر الاضطرابات التي تشهدها الأسواق على قرار الولاياتالمتحدة برفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. وصرح وليام دادلي رئيس فرع «البنك الاحتياطي الفيديرالي» في نيويورك أن الاضطرابات الاقتصادية في الصين اضعفت فرص رفع معدلات الفائدة في ايلول (سبتمبر) المقبل. وقال إن الحاجة الى البدء في تطبيع السياسة النقدية الشهر المقبل «تبدو أقل الحاحاً بالنسبة لي مقارنة مع اسابيع قليلة ماضية». وأضاف دادلي وهو من الأعضاء الذين يحق لهم التصويت على تحديد أسعار الفائدة في لجنة السوق المفتوحة الفيديرالية «التباطؤ الذي تشهده الصين يمكن أن يقود الى معدلات نمو عالمية ابطأ وطلب اقل بالنسبة للاقتصاد الاميركي». ودعا بعض الاقتصاديين «الاحتياطي الفدرالي» (المركزي الأميركي) الى عدم رفع اسعار الفائدة خلال اجتماعه في ايلول (سبتمبر) المقبل نظرا للاضطرابات في الأسواق العالمية. وفي حال قرر الاحتياطي الفيديرالي رفع أسعار الفائدة، ستكون هذه أول مرة يقوم فيها بذلك منذ تسع سنوات.