وعد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالابقاء على معدلات الفائدة الاساسية قريبة من الصفر لسنتين أخريين على الاقل وأعلن انه ينوي اتخاذ اجراءات اخرى للحد من تدهور الوضع الاقتصادي في هذا البلد. وانعكس الاعلان عن هذا القرار بشكل ايجابي على اسواق المال. فقد سجلت البورصات الآسيوية تحسنا خلال جلساتها أمس بينما فتحت اسواق المال الاوروبية على ارتفاع. وحذت هذه البورصات بذلك حذو بورصة نيويورك التي بدت مترددة امس الاول قبل ان تغلق على ارتفاع قدره 3.98 بالمئة لمؤشر داو جونز و5.29 بالمئة لناسداك. وقال البنك المركزي الأمريكي في بيان في ختام اجتماع للجنته للسياسة النقدية ان معدل الفائدة الاساسي الذي حدد بما بين صفر و0.25% منذ ديسمبر 2008 سيبقى على حاله «حتى منتصف 2013 على الاقل». وهي المرة الاولى التي قطع فيها الاحتياطي الفيدرالي وعدا بهذه الدقة. وكان يؤكد قبل ذلك انه سيبقي على هذا المعدل المنخفض «لفترة طويلة» في صيغة ملتبسة وتفسر باشكال مختلفة. ويدل الابقاء على السياسة النقدية ثابتة عند معدل الصفر على الامد المتوسط على الوضع المثير للقلق لاول اقتصاد عالمي. وقال محللون في مجموعة «آر دي كيو ايكونوميكس» انه «ليس هناك ما يسمح باعادة الثقة في الدولار». وقال الاحتياطي الفيدرالي ان «النمو الاقتصادي كان هذا العام ابطأ بكثير مما توقعت اللجنة والمخاطر للآفاق الاقتصادية تزايدت». وكانت الوقائع كذبت باستمرار توقعات هذه المؤسسة. فبعدما قدر مسؤولوها في يناير نسبة النمو في نهاية السنة الجارية بما بين 3.4 و3.9 بالمئة، يبدو هذا الهدف غير قابل للتحقيق. ففي النصف الاول من السنة تراجعت نسبة النمو الى اقل من واحد بالمئة بوتيرة سنوية. وذهب اقتصاديون الى حد التساؤل عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تشهد انكماشا جديدا، بينهم وزير الخزانة السابق لاري سامرز الذي قال انه «احتمال وارد بمعدل واحد الى ثلاثة». واكد البنك المركزي الأمريكي انه ينوي اتخاذ اجراءات جديدة لانعاش النشاط الاقتصادي. وقال ان «اللجنة ناقشت سلسلة من الادوات السياسية الموضوعة بتصرفها لتشجيع انتعاش اقتصادي اقوى مع استقرار للاسعار». ويمكن ان تدرج تفاصيل هذه الاجراءات التي لم تكشف، في محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي سينشر في 30 اغسطس. وقد يفسر رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي هذه الاجراءات في خطابه حول السياسة النقدية الذي سيلقيه في 26 اغسطس في مدينة جاكسون هول (ولاية وايومينغ، غرب). لكن البنك المركزي بدأ من الآن منقسما في هذا الشأن. فمن الاعضاء العشرة في اللجنة، صوت ثلاثة ضد تغيير في الصيغة المتعلقة بمعدل الفائدة الاساسي وهو عدد من المعارضين لا سابق له في تاريخ بيانات البنك المركزي منذ 1994. وصوت ب «لا» رؤساء فروع الاحتياطي الفيدرالي في ثلاث ولايات يتحفظون عادة على اي اجراء يمكن ان يغذي التضخم هم ريتشارد فيشر (تكساس) ونارايانا كوشرلاكوتا (مينيابوليس) وتشارلز بلوسر (فيلادلفيا). وحاليا ستبقى السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي بلا تغيير بعد ايام من تراجع مؤشرات البورصات العالمية. وشكل قرار الاحتياطي الفيدرالي تطورا ايجابيا لاسواق المال في العالم غداة يوم اسود. فقد سجلت بورصة باريس ارتفاعا نسبته 0.98 بالمئة في المبادلات الاولى، بينما تقدم مؤشر فوتسي-100 في لندن 1.8 بالمئة بعد بدء الجلسات تماما. اما مؤشر داكس لبورصة فرانكفورت فقد تحسن بنسبة 2.09 بالمئة في المبادلات الاولى، وكذلك مؤشرا موسكو ميسيكس (1.50 بالمئة) وآر تي اس (1.91 بالمئة). وفتحت بورصة مدريد على ارتفاع قدره 2.14 بالمئة وبدأت بورصة ميلانو جلستها على ارتفاع نسبته 2.8 بالمئة. وتأثرت هذه البورصات بالتحسن الذي سجلته وول ستريت والبورصات الآسيوية. وكانت بورصة طوكيو اغلقت على ارتفاع قدره 1.05 بالمئة. وكسب المؤشر نيكاي 94.26 نقطة ليغلق عند 9038.74 نقطة بعد تراجعه 7.5 بالمئة خلال ثلاث جلسات. وفي الخليج، بدأت اسواق المال مداولاتها على ارتفاع ايضا. فقد ارتفعت سوق دبي اكثر من 2 بالمئة في الدقائق ال 15 الاولى من الجلسة ثم تراجعت قليلا ليبلغ تقدمها 1.62 بالمئة عند 1467.63 نقطة. وربحت مجموعة اعمار العقارية العملاقة 2.91 بالمئة. أما ابوظبي سوق المال الثانية في الامارات فسجلت تحسنا بنسبة 0.72% الى 2596.23 نقطة بعدما اغلقت على تراجع نسبته 1.34 بالمئة امس. ومعدل الفائدة الاساسي اداة لم يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من المساس بها منذ سنتين ونصف السنة. وسيبقى حجم السيولة التي تضخ في النظام المالي على حاله. ويفترض ان تعقد اللجنة النقدية اجتماعها المقبل في 20 سبتمبر. لكن الاحتياطي الفيدرالي يمكن ان يدعو في اي وقت الى اجتماع اذا رأى أن ذلك ضروري.