تشهد إحدى صالات العرض السينمائية في مونتريال عرضاً أول لفيلم «شاي في محور الشر». وهو من اخراج وانتاج الاميركية جان ماري اوفنبيشر (تخرجت من جامعة نيويورك فرع الإخراج السينمائي والتصوير). ولها عدة أعمال سينمائية في إطار الأفلام التجريبية والروائية والوثائقية. الفيلم وثائقي. مدته 67 دقيقة. وهو باللغة الإنكليزية. استغرق إنجازه في سورية حوالى ثلاث سنوات. ويشتمل على عدة كليبات مصورة تستعرض بعض الاسواق التجارية والاماكن السياحية والاثرية والدينية والجامعية وجوانب متعددة من الحياة اليومية في المجتمع السوري ومقابلات مع رجال دين مسلمين ومسيحيين وفنانين وكتاب ومفكرين وسياسيين. الفيلم بجوهره سياسي وعنوانه يوحي بذلك. وهذا ما تقوله اوفنبيشر صراحة: «قررت ان اذهب وحدي الى سورية وان أسجل الحياة اليومية من خلال فيلم وثائقي يعمل على التعريف بهذا المجتمع العربي ومواجهة التزوير المتعمد المستشري في الخطاب الرسمي للبيت الأبيض (في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي صنف سورية كجزء من محور الشر)...». يثني الفيلم على الشعب السوري ويصفه بأنه «لطيف ومسالم ومتعلم» ويشيد بالعلاقة القائمة بين المسلمين والمسيحيين على «التناغم والتعايش بين الأديان والطوائف المختلفة». ويترك هامشاً واسعاً للشباب الجامعيين للتعبير أمام الكاميرا عما يختزنون من مشاعر وآراء تباين بعضها حول الحرية والحب والصداقة والزواج والسفور والحجاب وتوافق بعضها الآخر حول أزمات النظام التعليمي والعمل والبطالة والهجرة التي لا تخلو من بعض الإيحاءات السياسية السلبية. أما النخب الثقافية والفكرية والإعلامية والفنية فتبدو في بعض المشاهد اكثر جرأة خاصة في طرح ما يتعلق بالمسائل الدينية والسياسية. فالبعض يتحدث عن مفارقات في المجتمع السوري ويرى انه «يرقص على حبل مشدود بين الحداثة والمحافظة». والبعض الآخر يعتقد ان سورية ابتعدت عن طريق الحداثة وتسلل اليها تيار إسلامي متشدد قوي. ويتهم كاتب معارض الحكومة بأنها تنتهج سياسة التخويف من التيارات الراديكالية كي تحكم قبضتها على المجتمع مع ان المناخ السياسي الحالي «يشجع على نموها» و «يكتم الأصوات المعتدلة» في حين تنبري الوزيرة السورية بثينة شعبان للقول «إن ظهور ونمو الإسلام المتشدد إنما هو نتيجة للضغط الدولي على سورية». في إشارة الى أميركا بوش التي أدرجتها في محور الشر. ويبدو ان المخرجة الأميركية وان أبدت تعاطفها مع الشعب السوري وخصته بقصة شاعرية عن حياته اليومية، رأت ان هذه القصة تخفي بين حناياها «صوتاً وصورة ووجهاً للغالبية الصامتة المعتدلة». يشار الى انه في نهاية عرض الفيلم جرى نقاش بين المخرجة والحضور فاعتبر البعض انه يدخل في سياق البروباغندا الأميركية المعادية للمواقف الوطنية السورية فيما رأى آخرون انه يميط اللثام عن بعض الجوانب السيِّئة للحكم.