أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في طهران أمس، أن بلاده تتطلع إلى «المستقبل» في علاقاتها مع لندن، وتجاوز خلافات تاريخية. واعتبر هاموند أن إيران هي دولة كبرى في المنطقة، يمكن أن تكون حليفة للغرب في محاربة الإرهاب، مستدركاً أن على لندن أن تكون «حذرة» في تعاملها معها. وشدد روحاني على أن إيران «ستبقى ملتزمة كل التعهدات الطوعية الواردة» في الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، مستنكراً «تصريحات هزلية وشعارات عن الخيار العسكري أو عودة العقوبات». ولفت إلى أن «الشعب الإيراني يحتفظ في ذاكرته، بخلفية تاريخية عن تدخلات الأجانب»، مستدركاً: «يجب ألا نبقى في الماضي التاريخي، وأن ننظّم حركتنا برؤية نحو المستقبل، بحيث تتغيّر الأحكام التاريخية للشعب تدريجاً». ودعا إلى «علاقات اقتصادية مثمرة» مع بريطانيا، مشدداً على وجوب «مكافحة الإرهاب». وأشار إلى قضايا إقليمية، وزاد: «يمكننا في مسار تسوية هذه المشكلات، اتخاذ تدابير مشتركة في ظل التعامل والحوار، للتوصل إلى حلول سياسية لها». في المقابل، شدد هاموند على أن لدى البلدين قاعدة مشتركة، على رغم «إرث عميق من عدم الثقة». واعتبر أن «إيران هي لاعب ضخم جداً ومهم جداً في المنطقة، بحيث لا يمكن أن يبقى معزولاً». واستدرك: «يجب الحكم على إيران من خلال تصرفاتها إزاء إسرائيل، وموقف النظام الإيراني الآن منها اختلف قليلاً». وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة هزيمة تنظيم «داعش». ونقلت وكالة «رويترز» عن هاموند أنه لمس خلال زيارته طهران رغبة للنأي عن «تاريخ صعب جداً». وتابع: «أشعر بأن (الإيرانيين) ينظرون إلينا الآن أكثر بوصفنا جزءاً من أوروبا، وأقل من بريطانيا الإمبراطورية، مع إرثها بالتورط بإيران والمنطقة». ورجّح أن تصادق إيران والولايات المتحدة على الاتفاق النووي، بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ورفع العقوبات المفروضة على طهران «خلال الربيع المقبل». واستدرك أن العمل التحضيري قد يُنجز قبل رفع العقوبات، لكي يبدأ تدفق الاستثمارات فور رفعها. وأشار هاموند إلى خلاف بريطاني– إيراني في شأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «يرى الإيرانيون أنه، للأفضل أو للأسوأ، لا يمكن حدوث عملية سياسية من دون الأسد، ويعتقدون أنه اللاصق الذي يجمع أجزاء كثيرة من سورية». واستدرك: «وجهتا نظرنا مختلفتان: إن رجلاً يداه ملطختان بكثير من الدم لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل البلد». وتابع: «إذا كنا سنتوصل إلى تسوية سياسية لا بد من إشراك الإيرانيين والروس في العملية». مصادر ديبلوماسية مقيمة في طهران قالت ل «الحياة» إن هاموند أبلغ روحاني رغبة الحكومة البريطانية في تصحيح مسار العلاقات الثنائية. وأضافت أن المحادثات التي أجراها الوزير البريطاني مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف كانت واضحة في رسم آلية تعاون بين البلدين، في ما يتعلق بالإرهاب في المنطقة وملفات أخرى. في برلين، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أنه سيزور طهران في تشرين الأول المقبل. في غضون ذلك، نال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس دعم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي هاري ريد، والسيناتور ديبي ستابنو، للاتفاق مع إيران، حاصداً 28 من 34 صوتاً مطلوبة لضمان تمريره في الكونغرس. وقال ريد إنه يأمل بنيل تأييد 41 عضواً ديموقراطياً، قبل 17 أيلول (سبتمبر) المقبل، موعد التصويت على الاتفاق، ليضمن بذلك منع إسقاطه، من دون اضطرار أوباما إلى استخدام الفيتو.