تفاعل القرّاء مع مقالة الكاتب حسان حيدر في «الحياة»، تحدث فيها عن تقسيم وشيك في دول عربية عدة قد يؤدي إلى زوالها، مؤكداً أن «التقسيم لن يؤدي سوى الى مفاقمة الاشتباكات الأهلية بدلاً من وقفها». وافتتح حيدر مقالته بقول الجنرال الأميركي أديرنو إن «تقسيم العراق، رسمياً، قد يكون الحلّ الوحيد لوقف العنف الطائفي»، لكنه رأى أن ذلك «ينطبق أيضاً على سورية الغارقة في دمائها، وعلى لبنان الذي يعيش حالاً من الاهتراء السياسي والاجتماعي والأمني». واتفق القارئ جميل جمال مع الكاتب بخصوص الدول التي قد تكون في طريقها إلى الزوال، معتبراً أن اليمن سيكون واحداً منها، وأنه سينقسم إلى «يمن شمالي ويمن جنوبي»، وهذا الأخير «سيكون تحت مظلة السعودية وسينعم بالاستقرار». وفي ما يتعلق بلبنان، رأى جمال أن «حزب الله ليس السبب الوحيد في زواله، لأن باقي الأحزاب أيضاً تتسبب في ترهل الدولة، والحرب الأهلية خير دليل على ذلك». وأعرب عن اعتقاده بأن «سقوط لبنان مرهون بسقوط سورية، إذ إن داعش والنصرة وجند الشام وغيرها من الفصائل المتشددة لن يرضيها ما يحدث في لبنان، وستشنّ العمليات داخل البلد، وستختلق الحجج لتبرير ذلك». وكتب عدنان خليل: «لو استيقظت شعوب تلك الدول من سباتها، وانتبهت إلى المخاطر المُحدقة ربما لكان لها كلمة الفصل، لكن لا حياة لمن تنادي». ويتساءل خليل: «هل هناك رسم خريطة جديدة لشرق أوسط جديد على حساب هذه الدول؟». وذكر الكاتب في مقالته أن شعوب هذه الدول «توفر بنفسها شروط الانقسام بأشكاله المتنوعة، وتمتلك أدواته الفاعلة، ولا تعوز مكوناتها الرغبة في الانتقام من بعضها بعضاً، بعدما تساكنت قسراً منذ ترسيم خرائط سايكس - بيكو». لكن القارئ أبو حسن الحريتاني اختلف معه في هذه الجزئية: «كيف تقول إنها تعايشت قسراً؟!، وهل كانت بلاد الشام على سبيل المثال دولاً عدة قبل سايكس بيكو أم كانت أمة واحدة؟». ووصف سيف سعدون المقالة بأنها «شديدة التشاؤم»، مؤكداً أن«العراق سيشذّ عن البلدان التي ذُكرت في المقالة». وكتب: «التقسيم لم يتفوّه به العراقيون بمختلف طوائفهم أو ينشدونه. ولننظر إلى تظاهرات أبناء الوسط والجنوب الحالية والمتكررة، ومعظمهم من أبناء الشيعة يرفعون العلم العراقي الموحد لشعاراتهم السياسية. وكذلك أبناء الشمال الغربي، ومعظمهم من أبناء السنّة. وعلى رغم أنهم مفصولون عن المركز، فإنهم يحاربون من أجل العودة إليه. الانقسام الذي قد يحدث في العراق هو انفصال المنطقة الكردية في الشمال، ولكن حتى هؤلاء متخوفون من انعزالهم وتعرضهم للاستغلال من قبل أطراف عدة، فضلاً عن أن خلافاتهم فيما بينهم ليست بالهينة». وسأل القارئ «جنرال»: «لماذا هذه الدول بالذات؟»، وأجاب بنفسه: «ببساطة، إيران تمكّنت من هذه الدول وأرست ثقلها وأطلقت العنان لشياطينها من الفرس والعرب لتدمير البلاد وقتل أهلها أو تشريدهم».