الكرمة هي الشجرة التي تعطي العنب، وتسمى أحياناً «حبلة» أو «جفنة»، توجد منها أنواع كثيرة منها الكرمة الشائعة التي تنتشر في أوروبا ومنطقة حوض البحر المتوسط. وتعتبر الكرمة من أقدم النباتات التي زرعت في الأرض، ويقال إن منطقة بحر قزوين هي المنشأ الأصلي لها، وأن الفينيقيين هم الذين أتوا بها الى بلدان البحر المتوسط، خصوصاً جزر اليونان وصقلية وإيطاليا ومصر ومرسيليا وسورية ولبنان، ومنها انتشرت الى أوروبا وبقية أنحاء العالم. ووصلت الكرمة الى أميركا حديثاً عام 1616 بواسطة لورد بلتيمور، فازدهرت زراعتها في المناطق الغربية من الولاياتالمتحدة، خصوصاً في ولاية كاليفورنيا بينما لم تنجح زراعتها في شرقها بسبب البرد والآفات. وعرف العرب الكرمة قديماً وورد ذكر ثمرها في الشعر الجاهلي، وفي العصر الإسلامي ورد ذكر العنب في القرآن الكريم مرات عدة. وتحدث الأطباء العرب وعلماء النبات القدماء عن الكرمة وفوائدها الجمة، ومما قالوا عنها انه اذا دقت أوراقها وعلائقها وعروشها وتم تضميد مكان الصداع فإنها تسكنه، كما تفيد في التهاب البلعوم والأورام الحارة. أما عصارة قضبانها فتنفع شرباً في تسكين التقيؤ ومغص البطن. وتفيد عصارة أوراق الكرمة في شفاء قروح الأمعاء ونفث الدم والتقيؤ ووجع المعدة. واذا شربت دمعة شجرة الكرمة التي تخرج من القضبان كالصمغ فإنها تساعد في انزال الحصيات، اما اذا تم دهن الجرب المتقرح وغيره من آفات الجلد فهو يفيد في البرء منها. وفي الطب الحديث يوصف ماء الكرمة (المسمى بدمعة الكرمة) الذي ينساب منها في الربيع في علاج الرمال البولية وحصيات المرارة والمثانة، ويتم تحقيق ذلك بشرب ملعقة صغيرة منه في صباح كل يوم. كما يفيد وضع كمادات من ماء الكرمة في الشفاء من الجروح، واذا قطر منه في العين فهو ينفع في شفاء الرمد. أما إذا تم غلي ورق العنب في ليتر من الماء، فإن شربه يساهم في علاج الزحار وفي ادرار البول. وغني عن التعريف انه تصنع من ورق العنب أكلات لذيذة. وأكثر الفوائد في الكرمة هو ثمارها (العنب)، فهي غنية بالسكاكر السريعة الامتصاص التي تمد الجسم بالطاقة الفورية التي يحتاجها للقيام بأعماله. وفي ثمار الكرمة طائفة واسعة من الفيتامينات خصوصاً الفيتامين (ب ب) الذي يلعب دوراً كبيراً في تقوية الشعيرات الدموية الدقيقة. كما توجد فيها نسبة لا يستهان بها من المعادن خصوصاً معدن البوتاسيوم الواقي من ارتفاع ضغط الدم، ومعدن الكالسيوم المقوي للعظام، ومعدن الحديد الأساسي لصنع كريات الدم، ومعدن السلينيوم المضاد للشيخوخة. وتحتوي الثمار على كمية جيدة من الألياف المفيدة في محاربة الإمساك وفي التخلص من المواد والمخلفات الضارة. أما قشور ثمار الكرمة وبذورها ففيها مركبات مهمة أبرزها «البولي فينولات» المضادة للأكسدة، التي تتمتع بقدرة عالية على قتل ميكروبات الفم المتورطة في عملية تسوس الأسنان. وتعتبر مركبات «البولي فينولات» مهمة جداً على صعيد مقاومة الشوارد الكيماوية الحرة الضالعة في إثارة أمراض خطيرة كالسرطان.