أعلن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أمس (السبت) إيقاف التعامل مع متحف بريطاني لقيامه ببيع تمثال «سخم كا» الذي يعود إلى الأسرة الخامسة (نحو 2494 - 2345 قبل الميلاد) لشخص غير معروف. والتمثال، الذي يمثل الكاتب الفرعوني بشعر مستعار في وضع الجلوس وبين يديه ما يشبه الصحيفة، كان في حوزة متحف نورث هامبتون في بريطانيا منذ أواخر القرن ال18 منذ تلقاه هدية من «لورد هاينتون» الذي زار مصر عام 1850، حين كانت تجارة الآثار مشروعة واتفق الورثة مع إدارة المتحف على بيع التمثال وتقسيم المقابل المادي مناصفة لتطوير المتحف. وكان الدماطي أطلق «مناشدة دولية» قبل 10 أيام مدة أسبوعين بهدف جمع 15.8 مليون جنيه استرليني لشراء تمثال «سخم كا» المصنوع من الحجر الجيري الملون والذي يبلغ ارتفاعه 75 سنتيمترا. وأعلن الدماطي في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الآثار بالقاهرة إيقاف التعامل مع متحف نورث هامبتون واصفاً بيع المتحف التمثال بأنه «جرم أخلاقي». وقال إن السلطات البريطانية مددت مهلة منع تصدير التمثال حتى منتصف نهار ال28 من آب (أغسطس) الجاري فرصة أخيرة للإبقاء على التمثال في بريطانيا بعد أن أصدرت «بياناً رسمياً» بمد المهلة حتى ال29 من آذار (مارس) 2016 لو وجد عرض جاد لشراء التمثال. وحث الدماطي «جميع المصريين وعشاق الحضارة المصرية وخصوصاً من المصريين المقيمين في بريطانيا» على إبداء الجدية لشراء التمثال لإعادته إلى مصر. وأضاف أن «جميع المنظمات الدولية»، ومنها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والمنظمة الدولية للمتاحف (آيكوم)، تقف إلى جانب مصر في محاولة الإبقاء على التمثال «متخذة جميع الإجراءات القانونية والضوابط الأخلاقية والأدبية التي تحرم على المتاحف بيع ممتلكاتها.» ويحظر اتفاق «اليونسكو» سنة 1970 استيراد وتصدير الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة ولكنها لا تطبق بأثر رجعي. وقال مدير إدارة الآثار المستردة بالوزارة علي أحمد ل«رويترز»: «إن إيقاف التعامل مع المتحف البريطاني يشمل كل أشكال التعاون البحثي والعلمي واصفاً القرار بأنه «خطوة إيجابية أولى.. فإذا كانت قوانينهم لا تحميني فلدي آليات لحماية الآثار المصرية». وأضاف للقرار: «أهمية كبرى» بوصفه رسالة تحذير إلى أي متحف آخر في أية دولة قبل أن تفكر «في ارتكاب جرم أخلاقي» وتبيع قطعاً أثرية مصرية».