يستعدّ عازف الغيتار المصري عماد حمدي، للمشاركة في مسابقة أفضل عازف غيتار في العام، بترشيح من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية. والمسابقة ستقام من 19 حتى 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في مدينة تبيليسي عاصمة جورجيا، ويشارك فيها حمدي منفرداً من مصر مع توقعات بحصوله على هذا اللقب، ويشفع له في هذا تاريخه الطويل مع هذه الآلة، الذي يمتدّ 25 سنة. وحول برنامج المسابقة، يقول حمدي ل«الحياة» أنه «يشمل العزف الموسيقي لمقطوعات من عصر الباروك والنهضة والكلاسيكي والمعاصرة. من الصعب أن يحقّق عازف الإجادة في كل هذه العصور الموسيقية، لكن الهدف هو انتقاء الأفضل». وأشار إلى أن المعزوفات ستكون لمؤلفين عالميين مثل فرناندو سور وأوغستين وباريوس وفرانسيسكو ثاريرا. ولفت حمدي إلى أنه سيعزف هذه المقطوعات على الغيتار الإسباني، الذي يختلف عن الغيتار المنتشر في الأسواق أو الحفلات، وهو عبارة عن صندوق مصوّت فيه 6 أوتار يعزف عليه بأصابع اليد، وليس بالريش، وهذا ما جعله يأخذ ميزة آلة البيانو من حيث الأهمية، لأنه يستطيع أداء أصوات متعددة في آن واحد. كما أن أوتاره من النايلون، ما يعطيه صوتاً رخيماً ومميزاً. أما الغيتار المنتشر في الحفلات، فهو غيتار كهربائي ليس فيه صندوق مصوّت، ويعتمد على «ميكروفون» مثبّت تحت الأوتار وقطعة خشبية تأخذ شكل الغيتار، والواقع أن الصوت يخرج من الميكروفون، مع بعض الإضافات من أوتار الغيتار المصنوعة من السلك ويعزف عليها بالريشة، لذلك يستخدم لأداء جمل لحنية معينة ومحددة ولا يستطيع التنويع كالإسباني. حمل عماد حمدي على عاتقه منذ ربع قرن، نشر هذا الغيتار في مصر، وقدّم العديد من الحفلات من ساقية الصاوي إلى الأوبرا وقصر الغوري وقصر الأمير طاز ومركز الإبداع في الإسكندرية. وحاول التطوير في حفلاته، فأقام منذ الثمانينات ثنائيات مع آلات أخرى مثل الفلوت، وكانت تشاركه فيها إيناس عبدالدايم. وأقام حفلات ثنائية أخرى مع عازف الكمان حسن شرارة، وثنائي البيانو والغيتار مع الجورجية إيلينا جفيلي. وحصل على العديد من التكريمات من غواتيمالا والنمسا وباراغواي والمغرب، حيث افتتح مهرجان تطوان للعود. ويحاول حمدي نقل خبراته في الغيتار إلى أجيال جديدة، فيشارك في تدريس العزف على الغيتار في مدرسة تنمية المواهب في الأوبرا منذ 2007، وتخرّج من تحت يديه طلاب من مختلف الأعمار. ويؤكد أنه يسعى جاهداً في كل الطرق، الى الحفاظ على آلة الغيتار الإسباني في مصر وتوفير أجيال جديدة تعزف عليها وتتميز فيها، خصوصا أن التكنولوجيا الحديثة وانتشار الغيتار الكهربائي أثّرا سلباً في الغيتار الإسباني.