قدّمت المطربة السورية ميادة الحناوي حفلة ضمن مهرجانات بعلبك الدولية، أمام جمهور لبناني وسوري وصفته بأنه «الملك»، يعلن عشقه لها فترد بالمثل، ويحفظ أغنياتها الطربية الطويلة عن ظهر قلب. على مدى ساعة وأربعين دقيقة أدت المطربة السورية سبع أغنيات طويلة تتمحور على الحب، يستغرق بعضها نحو ثلاثين دقيقة، وسحرت بصوتها جمهوراً ناهز، وفق المنظمين، الثلاثة آلاف شخص، من لبنانيين وسوريين. وأمام أدراج معبد باخوس في القلعة التي تستريح في قلب سهل البقاع بشرق لبنان، دخلت الحناوي متأبطة ذراعي مرافقين بخطى بطيئة، ليشتعل الجمهور تصفيقاً وهتافاً وتصويراً بالهواتف النقالة. واستهلت حفلتها بأغنية «هي الليالي كده» يرافقها أربعة منشدين وفرقة موسيقية بقيادة المايسترو اللبناني إيلي العليا، وكان التصفيق يتعالى كلما برزت الايقاعات في بعض مقاطع الأغنية أو كلما قالت الحناوي «آه يا ليل». وبادرت الجمهور عقب هذه الأغنية قائلة «تحية إلى الشعب اللبناني العظيم، في هذه المناسبة الجميلة (...) وأهلاً وسهلاً بكم». ومن ثم انتقلت إلى أغنية «كان يا مكان»، للفنان الراحل بليغ حمدي الذي ساهم في إطلاقها. وتمايلت أيادي الجمهور حين كانت تقول «واالله زمان يا هوا زمان» و «حبيبي كان هنا»، وكانت المطربة تمسح وجهها بين الحين والآخر بمحرمة وتنحني شاكرة. وفي «أنا بعشقك» تمنت على الجمهور أن يغني معها فلبى الطلب بحماسة، وحين بادرها أحدهم «أنا بعشقك»، أجابت «أنا كمان» وأعادت مطلعها تلبية لرغبة الحاضرين الذين رقص بعضهم على أنغامها. وختمتها قائلة «أنتم الملك» إذ تنتهي الأغنية ب «قول يا ملك». أما في أغنية «نعمة النسيان» من ألحان فاروق سلامة وكلمات الشاعر المصري عمر بطيشة، فتحول الجمهور بشيبه وشبابه كورساً ضخماً ل «مطربة الجيل»، وهو لقبها منذ انطلاقتها في السبعينات من القرن العشرين. وأدت الحناوي أغنية «مهما يحاولوا يطفوا الشمس» من كلمات بطيشة أيضاً وألحان المصري صلاح الشرنوبي، وغنت «أنا مخلصالك»، وختمت بأغنية «دوا عيني» من كلمات المصري احمد شتا وألحان مواطنه يحيى الموجي. وفي نهاية الحفلة حملت باقة ورد وارتدت عباءة بعلبكية تكريماً من بلدية المدينة التي حلت ضيفة عليها. وقالت جيزال (21 سنة) وهي تهم بالرحيل بعد انتهاء الحفلة، إن «ميادة كانت رائعة»، فيما تمنت بادية، وهي من أم حلبية وأب لبناني، لو غنت ميادة موالاً حلبياً، وقالت: «لو فعلت، لكانت اكتملت فرحتنا بابنة حلب». وميادة الحناوي اكتشفها الموسيقي الراحل محمد عبدالوهاب، وتعاملت في منتصف السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم مع كبار الملحنين المصريين من بينهم بليغ حمدي الذي ساهم في إطلاقها جماهيرياً. وفي العام 2007 أصدرت ميادة أغنيتين وطنيتين الأولى لسورية بعنوان «يا شام» وتبعتها أغنية مهداة منها إلى لبنان بعنوان «بيروت يا عروس الشرق». وتعود آخر حفلة للمطربة السورية في لبنان إلى 13 سنة. وتستمر الدورة الحالية من مهرجانات بعلبك الدولية فتشتعل أجواء القلعة في 29 الجاري، بالديسكو مع حفلة «ايرث ويند اند ذي فاير إكسبيرينس»، ومن أغنياتها المعروفة «سبتمبر» و «ساترداي نايت». ومن القلعة، ينتقل جمهور المهرجان في 30 الجاري إلى معمل تراثي للحرير في الضاحية الشمالية لبيروت حيث تقدم فرقة الرباعي الوتري موديلياني مقطوعات لبيتهوفن وموتسارت وهايدن. وكانت التوترات الامنية في لبنان ألقت العام الماضي بظلالها على هذه المهرجانات التي انطلقت العام 1956، مما اضطر إدارتها لنقل بعض العروض إلى أماكن مختلفة من بيروت.