اعتلت الفنانة ميادة الحناوي مسرح مهرجانات بعلبك الدولية أمس (الجمعة) بعد انقطاع سنوات عن الحفلات بسبب الحرب التي تشهدها بلادها سورية. وعلى مدار أكثر من ساعتين، غنت الحناوي التي يعتبر بعض النقاد انها "آخر عنقود الزمن الضارب بالإبداع". وتمكنت إبنة حلب من إمتاع جمهورها واللعب معه على وتر الماضي الجميل الذي يسكن البال، وكانت هي "الحب إلّي كان" والبعض يرى فيها "نعمة النسيان" وحال فنية تعاقدت مع دفء الصوت. وبعد انقطاع عن الحفلات في لبنان لأكثر من 13 عاماً، أطلت الحناوي على مسرح دولي يحاكي الهياكل، وأطل من خلالها طيف بليغ حمدي ولاحت سمرة الموجي واستقر السنباطي نغماً بين زوايا المعابد. ووقفت مطربة الأجيال على مدرجات معبد "باخوس" في القلعة التاريخية تحيط بها فرقة موسيقية مؤلفة من 21 عازفاً بقيادة المايسترو اللبناني إيلي العليا، لتغني "هي الليالي كده" للملحن عمار الشريعي. ووسط تصفيق الحضور، قدمت توليفة من أغانيها الشهيرة منها "كان يا ما كان" و"أنا بعشقك" من كلمات وألحان الموسيقار بليغ حمدي، و"نعمة النسيان" للملحن فاروق سلامة و"أنا مخلصالك" و"الشمس" من ألحان صلاح الشرنوبي و"دوا عيني" للملحن يحيى الموجي. وطبعت الحناوي السعادة والفرح على الحفل وعبّر الحضور عن سرورهم مشاركين إياها الغناء والرقص والتصفيق والهتاف، فيما ردت هي بعبارات الثناء والشكر، معربة عن سرورها في المشاركة في "مهرجانات بعلبك الدولية". واعتبرت مشاركتها في المهرجانات "دعماً للفرح والمحبة والتآخي والألفة". وفي ختام الحفلة، اعتلى بعض المسؤولين المسرح لتكريم الحناوي وإلباسها عباءة مطرزة. وقال رئيس بلدية بعلبك حمد حسن "عادت اليوم هياكل بعلبك إلى عزها". واعتبر محافظ بلدية بعلبك بشير خضر أن "عودة المهرجانات إلى بعلبك تؤكد أن أيام الماضي الجميل عادت، وولّى زمن الحرمان والإهمال والتهميش". ويستمر المهرجان الذي بدأ في آخر تموز (يوليو) الماضي حتى آب (أغسطس) الجاري، ويتضمّن البرنامج حفلاً أميركياً يمزج بين الأنغام الكلاسيكية و"السول" وفرقة رباعية تعزف على الآلات الوترية.