أكد رئيس فريق المجموعة الصحية في المجلس السعودي للجودة في المنطقة الغربية الدكتور نشأت أنور النفوري أن تهافت المنشآت الصحية للحصول على الاعتراف الدولي لم يواكبه تطور في ثقافة الإتقان، وطالب بوقفة جوهرية وواقعية لبناء ودعم المعالم الواضحة لأركان ثقافة الإتقان في الخدمات الصحية، والتركيز على منظومة تكامل الفريق الصحي. وكشف ل «الحياة» اعتراف جهات دولية متخصصة في الخدمات الصحية ب 66 منشأة صحية سعودية ما بين مستشفيات ومختبرات ومراكز تحضير الدم، مشيراً إلى أننا نجد المنشآت الصحية في السعودية سباقة للحصول على الاعترافات الدولية، لا سيما إذا قارناها ب59 منشأة حاصلة على نفس الاعترافات في منطقة الشرق الأوسط. وتساءل قائلاً: «هل منعت شهادات الاعتراف أو حتى قللت من الأخطاء الطبية والمخالفات الصحية التي لا تزال تتصدر صفحات الجرائد والمجلات، وتثير قضايا في أروقة المحاكم» لافتاً إلى أن القضية ليست شهادة اعتراف بقدر ما هي ثقافة احتراف. وأوضح النفوري أن من الإيجابيات الملموسة لممارسة التحضير لشهادات الاعتراف الدولية، ظهور جيل قيادي يؤمن بالإتقان كثقافة والتحسين كرسالة، لإعادة صياغة منظومة الخدمات الصحية على أسس ومفاهيم التميز المؤسسي. مشيراً إلى أن أعضاء مجموعة الصحة بالمجلس السعودي للجودة بالمنطقة الغربية كرسوا رسالتهم منذ إنشاء المجموعة في عام 2003 م، لنشر ثقافة الإتقان في الخدمات الصحية، وتبادل المعرفة من طريق جملة من النشاطات المهنية التوعوية والمشاركة في اللقاءات العلمية والعملية محلياً وإقليمياً ودولياً. وألمح إلى أن تلك الاعترافات أسهمت بشكل إيجابي في تبني القيادات التنفيذية لمفهوم الجودة كخارطة طريق، وصولاً للتميز المؤسسي على المدى الطويل. معتبراً ربط الجودة بالاعتراف الدولي يناقض ثقافة الإتقان، لا سيما حين تكثف عمليات التحسين أوقات التحضير للشهادات فقط، أو إعادة تجديدها. وذكر أن الحديث عن الجودة في القطاعات الصحية كان إلى فترة قريبة من الأماني، مرجعاً تدني مستواها إلى إسنادها إلى عدد من الموظفين الإداريين كعمل إضافي إلى مهماتهم الصحية الأساسية، «فينظرون إليها كعبء عليهم». ورأى أن الاستثمار في بناء ثقافة الإتقان والتميز أعلى بكثير من الصرف المفرط لمتطلبات الاعترافات، داعياً جميع الجهات المانحة لشهادات الاعتراف إلى دعم العمل البحثي لدراسة تأثير شهادتها في دفع عملية استمرارية التحسين والتطوير والارتقاء بالسلوك المهني والمسؤولية المجتمعية. وبين أن التجارب كشفت أن المنشآت في الدول الصناعية الكبرى التي أرهقت كواهل كوادرها البشرية لتطبيق معايير الاعترافات المتعددة للحصول على الشهادات الدولية فقط، لم تخسر ولاء المستفيدين من خدماتها فقط، بل تعدتها لتفقد العاملين فيها إلى منشآت آخرى تبنت منهج التميز المؤسسي واستثمرت في كوادرها البشرية بشكل مشترك. وأفاد أن أعضاء المجموعة الصحية تطرقوا لمحاور عدة، من أهمها محور التعريف بحقوق المرضى وواجباتهم، و محور صلاحيات ومسؤوليات مقدمي الخدمة الصحية، ومحور الفريق الصحي المتكامل بدلاً من التركيز على الطبيب المعالج فقط، ومحور أنظمة الجودة العالمية وأدواتها متعددة الاستخدام في المجالات الصحية مثل نظام «سيجما» «Six Sigma» وبطاقات الأداء المتوازن «Balanced Scorecard». ولفت إلى أن المجموعة بحثت في محور البيئة الصحية المثالية ومحور السلامة المهنية ومكافحة العدوى ومحور التواصل مع المجتمع والطلاب الراغبين في دراسة العلوم الصحية لدعم مفهوم حاجات سوق العمل، إضافة إلى محور شهادات الاعتراف الدولي بخدمات المنشآت الصحية مثلCAP، Qmentum JCI» AABB ACHSI» ومحور الطب والقانون واللقاءات الإذاعية والصحافية.