اعتبر ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله االيوم (الجمعة)، أن «الإرهابيين استغلوا الشباب»، داعياً إلى استثمار طاقات هذه الفئة في صناعة السلام. وقال الأمير في افتتاح اعمال «المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن» في محافظة مادبا إن «الطغاة والمحتلين والإرهابيين ومنهم القاعدة وداعش، استغلوا الشباب وطاقاتهم». وأضاف: «حان الوقت لنسخر تلك المعادلة في صناعة السلام، لبناء أجيال قوية لا تتأثر بشعارات ذوي الأجندات أياً كانت». وأضاف الأمير الشاب أن «الفرصة أمامنا لإحداث تغيير جذري في المستقبل. فرصة علينا الإسراع باغتنامها، لأن الشباب فئة مستهدفة من الكثيرين. ونحن في سباق لكسب عقولهم». وتابع: «نحن في سباق مع أجندات تصطاد الطاقات وتجيشها لخدمة أغراضها. وفي سباق مع الزمن لأن مستقبلنا لا يتحمل هدر إمكانات جيل اليوم». ويعقد المنتدى، على مدى يومين بمشاركة نحو 500 شخص، بهدف الخروج بصيغة توافقية لبيان حول الشباب ودورهم في بناء السلام ومكافحة التطرف. وقال ولي عهد الأردن إن المملكة ستعمل «من خلال عضويتها في مجلس الأمن على إقرار أجندة حول الشباب والأمن والسلام من قبل المجلس لكي نضمن دور الشباب في الأمن وصناعة السلام المستدام». وعبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمة مسجلة عن أمله بأن «تشجع الرسالة المنبثقة من هذا المنتدى الشباب في العالم على الاقتداء بالأمير حسين والتحرك في شكل متعاون ومع رؤية وبالثقة اللازمة للسنوات المقبلة». وأكد أن «الكراهية ليست الجواب لأي سؤال نسأله، والعنف يميل في شكل كبير الى انتاج المزيد من العنف». وأضاف: «لا تستهينوا بالعمل الجماعي، ان قوة الناس ان عملوا مجتمعين تستطيع تحقيق اشياء عظيمة». وقالت المديرة العامة ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) ايرينا بوكوفا إن «1.5 مليون شخص يعيشون في بلدان مهددة أو متأثرة بالصراعات 40 في المئة، منهم من فئة الشباب». وأضافت أن «20 في المئة فقط من اللاجئين بعمر المرحلة الثانوية يرتادون المدارس». وأشارت الى أن «نصف الأطفال لا يرتادون المدارس ويعيش نحو 28 مليون طفل وطفلة في بلدان متأثرة بالنزاعات وهذه أزمة انسانية وكارثة تتفاقم ويمكن القول انه تحد امني ملح». وقالت بوكوفا إن «عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب ارتفع بنسبة 70 في المئة بين منتصف العام 2014 وآذار (مارس) 2015 ومعظمهم من الشباب اعمارهم تتراوح بين 15 و35 سنة». وأكدت أهمية أن «يكون جدول أعمال العالم لأجل السلام، لأجل الشباب والفتيات»، مضيفة أن «صوتكم مهم لصناعة مستقبل أفضل لنا جميعاً، العالم يحتاجكم أكثر من أي وقت مضى». وألقى المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان باباتوندي أوشيتيمن، كلمة نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال فيها ان «وسائل الإعلام تصور الشباب خصوصاً الفتيان كتهديد». وأضاف: «هذا تشويه كبير، قد يكون بعض المقاتلين يافعين لكن الغالبية العظمى من الشباب لا تميل للعنف وغالباً ما يكون هؤلاء اول ضحايا النزاع، وبإمكانهم ان يكونوا قادة وأبطالاً للسلام». ويسعى الأردن، الذي يشارك بفعالية في حلف دولي تقوده واشنطن يشن ضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، الى محاربة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه.