يتربع دوري المحترفين السعودي لكرة القدم على صدارة ترتيب الدوريات في الوطن العربي، بصفته أقوى وأغلى دوري، لما يحققه من عوائد مالية كبيرة من حقوق رعايته الحصرية، وما يحظى به من متابعة جماهيرية وإعلامية واسعة. (للمزيد). وبدأ نشاط دوري كرة القدم في السعودية عام 1951 عندما كان يتبع لوزارة الداخلية، التي نظمت للمرة الأولى أول دوري في العام ذاته وحققه نادي الاتحاد، وتغيرت مسمياته من دوري ممتاز إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة تطويرية جديدة عندما تمكنت هيئة المحترفين، التي أطلقها آنذاك الأمير نواف بن فيصل بن فهد من تسويق دوري المحترفين في ثاني مواسمه، إذ تم بيع حقوق رعايته لشركة اتصالات زين مدة خمسة أعوام في مقابل 300 مليون ريال بواقع 60 مليون ريال سنوياً، ليتغير بذلك مسمى الدوري إلى دوري زين السعودي للمحترفين. وفي مطلع عام 2012 أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق الأمير نواف بن فيصل بن فهد تغيير مسمى هيئة دوري المحترفين إلى رابطة دوري المحترفين، وفي نهاية العام ذاته أعلنت الرابطة التي يترأسها حالياً محمد النويصر توقيعها عقداً مع شركة عبداللطيف جميل المتحدة للسيارات لرعاية دوري المحترفين السعودي مدة ستة أعوام خلفاً لشركة اتصالات زين التي انسحبت قبل موسمين ماضيين، ليتحول بذلك اسم الدوري إلى دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين في عقد ضخم بلغت قيمته من الراعي الرئيس 100 مليون ريال سنوياً تستمر حتى موسم 2018-2019، إذ يعد أغلى عقد رعاية دوري في الشرق الأوسط، فيما يوجد في الدوري السعودي شركات عدة مشاركة في الرعاية، وأخرى لرعاية عدد من الأندية، في حين ظفرت مجموعة قنوات الMBC بحقوق النقل التلفزيوني الحصري لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين قبل عام، بعقد أبرمته مع الاتحاد السعودي لكرة القدم مدة 10 أعوام بمبلغ تجاوز الأربعة بلايين ريال. وبذلك يبتعد الدوري السعودي كثيراً في المرتبة الأولى عن دوريات عربية عدة، كالإماراتيوالقطري والجزائري والمغربي والتونسي والمصري، فإلى جانب عوائده المالية الكبيرة يحظى بشعبية جماهيرية واسعة جداً لقوة المنافسة فيه بين أندية عدة، خصوصاً الجماهيرية، يتواكب معها متابعة إعلامية كبيرة من مختلف وسائل الإعلام، إذ سجل الحضور الجماهيري لمباريات الدوري السعودي في الموسمين الماضيين أرقاماً كبيرة غير مسبوقة، إذ بلغ عدد الحضور الجماهيري في منافسات الموسم الماضي مليون و663 ألف مشجع، وذلك وفق إحصاءات رسمية صادرة عن «إحصائيات الدوري السعودي». ويرى رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق الدكتور حافظ المدلج أن «الدوري السعودي الأغلى عربياً بلا منازع»، مبيناً بأنه «أصبح قريباً من ناحية العوائد المادية للدوري الإسباني»، مرجعاً ذلك إلى «البنية التحتية التي شيدتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء مقار للأندية في مناطق المملكة كافة، والموروث القديم بداية من انطلاق الدوري في السبعينات الميلادية عندما كان مسماه الدوري السعودي، وتحوله بعدها إلى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لأعوام عدة، ليعود بعدها إلى مسماه القديم قبل أن يطلق عليه دوري زين السعودي للمحترفين في عام 2008 في خطوة احترافية جديدة وفريدة، ليصبح بعد ذلك بمواسم عدة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين». وأضاف: «لعبة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، وغالبية سكان المملكة من الشبان ولوجود أندية جماهيرية عدة، استغلت رابطة دوري المحترفين منذ نشأتها في عام 2008 هذه العوامل لمصلحة الكرة السعودية وأنديتها، إذ استطاعت خلال فترة وجيزة تنظيم دوري محترف بشكل مميز، بعدما جلبت الرعاة بشكل مثالي». وأوضح المدلج الذي أسهم في تأسيس رابطة دوري المحترفين السعودي أن «حقوق النقل التلفزيوني تتزايد من عقد إلى آخر، فهذه العوامل صبت لمصلحة الكرة السعودية والأندية تحديداً، غير أننا ما زلنا في البداية والقادم أقوى بكثير، فالراعي الرسمي الحالي للدوري شركة عبداللطيف جميل يدفع مبلغاً كبيراً جداً مقارنة باقتران اسمه بأقوى دوري عربي»، لكنه أبدى استغرابه من العقد الطويل الذي حظيت به مجموعة الMBC، وضرب على ذلك مثال «الدوري الإنكليزي ودوريات مماثلة في أوروبا، التي لا تتعدى فيها حقوق النقل التلفزيوني أكثر من خمسة مواسم». كما أوضح خبير التسويق الرياضي الدكتور حافظ المدلج أن «السوق السعودي الرياضي أصبح مطلوباً من المعلنين»، مضيفاً في السياق ذاته: «اليوم باتت أكبر الشركات في الدول الخليجية المجاورة تستهدف الدوري السعودي، مثل طيران الاتحاد وطيران القطرية، إضافة إلى شركة غاز قطر وطيران الإمارات، التي ربما ستعود مجدداً إلى الدوري السعودي».