استضافت مدينة ورزازات المغربية الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لفنون أحواش في محاولة من الجهات المحلية للحفاظ على فنون أحواش كموروث فني أصيل مع ضمان تجددها وإبراز تنوع مشاربها ومظاهرها الفنية. وراهن المنظمون على جعل المهرجان، إضافة إلى بعده الفني والثقافي، عنصراً مساعداً في الجهود الرامية إلى النهوض بإقليم ورزازات، ورافداً محفزاً للتنمية الشاملة للمنطقة ككل. ويطلق لفظ «أحواش» الذي يعني الفناء على الرقص الجماعي بكل أشكاله في جنوب المغرب خصوصاً في مناطق تسكن فيها القبائل الأمازيغية المتحدثة بلهجة تاشلحيت. ويشترط في الفتاة التي ترقص أحواش أن تكون غير متزوجة حيث تستبعد المتزوجات بينما لا يسري الشرط ذاته على الرجال. وتتميز رقصات أحواش بتماثل حركات الراقصين والراقصات، وهي حركات يختلف شكلها وسرعة إيقاعها باختلاف المناسبة والمنطقة. ويرتدي المشاركون في أحواش زي الحفلات والأعياد المميز للقبيلة، فالرجال يلبسون الجلباب المغربي والقميص (تشامير) والبرنس والعمامة البيضاء ويتقلدون الخنجر الفضي، بينما تتزين النساء بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفضية المسبوكة. ويخلص الباحثون إلى أن هناك اختلافاً حول تحديد تاريخ ظهور فن أحواش، نظراً إلى طغيان الطابع الشفهي على هذا الفن الذي لم يخضع بعد للتوثيق والبحث الكافي اللذين يستحقهما. وهناك بعض الفرضيات التي تقول إن هذا الفن قدم مع القوافل التجارية في العصر السعدي، ويستدل أصحاب هذا الطرح بكون هذا الفن منتشراً بكثرة في المناطق، التي كانت ممرات ومحطات للقوافل التجارية كواحات طاطا، ورزازات، زاكورة، وأيضاً في المناطق الساحلية بخاصة مع ذكر الدور الفعال الذي لعبه فن أحواش في تبليغ رسائل المقاومين، وإقناعهم وزرع الحماسة بداخلهم، انطلاقاً من كلمات الأغاني والإيقاعات المشفرة. وأغلب الظن أن هذا الفن أتى من اشتوكة من جهة البحر باعتبارها مركزاً تاريخياً توالت عليه العديد من الحضارات. وعرض خلال الدورة الرابعة، ثلاث سهرات فنية شارك فيها أشهر الفرق الوطنية (بأكثر من 250 فنانة وفناناً)، وقدمت عروض أبرزت جمالية هذا الفن، وتنوع مقوماته وفخامة صيغه التعبيرية، إضافة إلى جعلها مناسبة للاعتراف برواد هذا الفن وأعلامه وتكريم عطاءاتهم.