نقرات على لوحة مفاتيح حاسب آلي لواحدة من أفراد أسرة المطربة الراحلة أم كلثوم، نقلت اسم كوكب الشرق من حفلات الغناء إلى صالات المزاد. وبعدها بدأ البحث عن النشأة البسيطة لصاحبة الحنجرة الذهبية وقصة صعودها، وعن أساتذتها، وعما كانت تمتلك من مجوهرات، وما كانت تتقلد في حفلاتها، وما جمعت من هدايا الأمراء والملوك على مدار رحلتها الفنية. البداية كانت حينما راسلت واحدة من أفراد أسرة أم كلثوم، مسؤولي دار «كريستيز» للمزاد في لندن إلكترونياً، حسبما ذكر مدير إدارة المجوهرات في الدار ديفيد وارين. وأبدت السيدة رغبتها في عرض عقد مكون من 1888 حبة من اللؤلؤ، في صفوف عدة، ومطعم بأحجار كريمة، ويعود صنعه إلى القرن ال 19، وهو صناعة يدوية من شمال الهند. وعرض العقد في فرع الدار في دبي عام 2007، وبيع بمليون و385 ألف دولار، وهو مبلغ أذهل الجميع بمن في ذلك الخبراء أنفسهم. التساؤلات التي رافقت عملية البيع هي: من أين تأتي هذه المجوهرات التي تظهر بين الحين والآخر؟ وكيف يتم خروجها من مصر بسهولة وبساطة؟ وهل لا تملك السلطات المصرية مواصفات هذه المجوهرات النادرة والتي لا يوجد مثلها في العالم؟ وأين الورثة من كل ذلك؟ أم إنه توجد مافيا للتجارة في هذه المقتنيات النادرة، خصوصاً أنها هدايا صنعت خصيصاً من أجل أم كلثوم. المسؤول الإعلامي لدار «كريستيز» للمزاد أكّد أن رئيس قسم المجوهرات في الدار أعلن أن أسرة المطربة الراحلة طلبت إقامة مزاد علني على بعض مجوهراتها، وهو ما تمت ترجمته إلى فعل، حيث عرضت مجوهرات أخرى لأم كلثوم في دبي مرتين خلال هذا العام من بينها «بروش» أهداه لها شاه إيران محمد رضا بهلوي، لمناسبة زفافه من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق. ومن أهم المعروضات إضافة الى «بروش» الشاه الشهير، وتبلغ قيمته الأولية 5000 دولار أميركي، طقم من اللؤلؤ والألماس والزمرد، وقيمته تقدر بحوالى60 ألف دولار ويشمل الطقم بروشاً وسواراً وقرطين وقلادة متعددة الطبقات من اللؤلؤ الهندي قيمتها من 15 إلى 25 ألف دولار، وساعة يد نسائية مزيّنة باللؤلؤ الطبيعي والألماس النادر ستبدأ المزايدة عليها بمبلغ 6000 دولار أميركي. ويخلو متحف أم كلثوم الذي أعدته وزارة الثقافة المصرية في مبنى يطل على نهر النيل في القاهرة، من مقتنيات ثمينة. ووعدت الوزارة في فترة سبقت الانتهاء من المتحف المقام على مساحة 250 متراً مربعاً، أن يضم المجوهرات والأوسمة والأوراق والمتعلقات الشخصية، إضافة إلى مكتبة تحوي الكتب والمؤلفات التي صدرت عنها في أنحاء العالم ونحو 18 مجلداً تضم ما نشر عن أم كلثوم. وتحدد 28 نيسان (ابريل) الجاري لبيع المقتنيات الثمينة لسيدة الغناء في مزادات إمارة دبي.