وصلت المحادثات في أديس أبابا بين أطراف النزاع في جنوب السودان إلى طريق مسدود. وأجرى زعماء أفارقة اتصالات مع الأطراف أمس، لحملها على التوقيع على مسودة تسوية الأزمة، ونجحوا في إقناع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بحضور قمة رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) اليوم. وأجرى رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين والرئيسان السوداني عمر البشير والأوغندي يوري موسفيني اتصالات مع سلفاكير، لتفادي انهيار المفاوضات. ويتوقع وصول سلفاكير والرئيس الكيني أوهورو كينياتا إلى أديس أبابا، خلال الساعات المقبلة، للانضمام إلى قمة دول الجوار الأربعة لجنوب السودان. وذكر وسطاء أن المفاوضات يمكن أن تمدد 48 ساعة في حال أبدت أطراف النزاع رغبة في السلام. وأعلن الناطق باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكوي، رفض جوبا مسودة تسوية نزاع جنوب السودان التي قدمتها «إيغاد» إلى طرفي الصراع. واتهم مكوي، كبير وسطاء «إيغاد»، وزير خارجية إثيوبيا السابق، سيوم مسفن، بممارسة «التهديدات وتجاوز دوره من وسيط إلى وصي». وقال مكوي إن مسودة الاتفاق «ليست ملزمة لنا كحكومة، وهي تختلف تماماً عن المسودات التي توصلنا إليها في الجولات ال8 الماضية». وأضاف أن «الوساطة وشركاءها مارسوا علينا ضغوطاً حتى نوقع على مسودة التسوية، وأستبعد التوصل إلى اتفاق في ظل هذه الممارسات التي تتدخل في شأننا الداخلي، وتتنافى مع السيادة الوطنية للبلاد، والقانون الدولي الذي يحترم سيادة الدول». كما تعرّض مكوي في حديثه إلى نقاط الخلاف، وقال إنها تشمل تشكيل النظام الفيديرالي والهيكل التنفيذي والسلطة الاشتراعية، والترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة، ونزع السلاح في جوبا، إضافة إلى الفترة ما قبل الانتقالية، وإسناد رئاسة مفوضية الدستور والانتخابات وإدارة الثروة القومية إلى أجانب، معتبراً النقطة الأخيرة «عودة إلى الاستعمار». في المقابل اتهم رئيس وفد المتمردين إلى المحادثات تعبان دينغ، سلفاكير بالتهرب من عملية السلام لعدم استعداده لدفع استحقاقاتها، موضحاً أن زعيم المتمردين رياك مشار موجود في مقر المحادثات و»على رغم تحفظه على بعض بنود مسودة الاتفاق إلا أنه مستعد لمناقشة القضايا الخلافية والتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب». على صعيد آخر، اتفق قادة حركات التمرد الرئيسية الثلاث في دارفور والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في الإقليم (يوناميد)، خلال لقاء في باريس، على العمل معاً من أجل التوصل إلى تسوية دائمة عبر التفاوض من أجل إنهاء الصراع المستمر منذ 12 سنة. وصدر بيان مشترك بعد اجتماع استمر يومين في باريس، ضم رئيس بعثة «يوناميد» أبيدون باشوا ورؤساء «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي و»حركة تحرير السودان» فصيل عبد الواحد محمد نور وزعيم «حركة العدل والمساواة» جبريل إبراهيم. وعبر البيان عن «الحاجة إلى معالجة قضايا دارفور كأولوية» في إطار حل شامل للصراع في السودان. واتفق زعماء الحركات على أن رئيس بعثة «يوناميد» سيقدم اقتراحات حول أماكن محتملة للاجتماع المقبل، بعد التشاور مع الأطراف وأصحاب المصلحة الآخرين. وقال قادة الحركات في بيانهم المشترك إنهم «اتفقوا على بلورة اقتراحات في شأن القضايا الجوهرية التي ستتم مناقشتها، فضلاً عن الشكل المقترح للمناقشات في استئناف العملية السياسية»، كما ستطرح الحركات الثلاث ورقة تحمل مواقفها تجاه عملية السلام. ويتوقع أن يجري أبيدون باشوا مشاورات مع الحكومتين السودانية والقطرية التي ترعى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. كما سيشارك مناوي وجبريل وعبد الواحد، في اجتماع دعا له الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي الجمعة المقبل، لمناقشة سبل إشراكهم في طاولة حوار وطني دعا إليها الرئيس عمر البشير، والضمانات التي يطالب بها المتمردون في هذا الشأن.