في السعودية التي يشكل الشباب أكثر من 65 في المئة من أهلها، لا تجد اهتماماً شعبياً ورسمياً كبيراً باليوم العالمي للشباب الذي وافق الأربعاء الماضي، أي 12 من آب (أغسطس) من كل عام بحسب الأممالمتحدة التي أقرته في العام 1999. فعلى سبيل المثال، عند دخول الموقع الرسمي للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تمثل الجهة الرسمية المعنية بالأنشطة الشبابية في المملكة، لا تجد أي ذكر لهذا اليوم. إلا أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد غرّد عبر «تويتر»: «أفخر بأن شبابنا مصدر إنجازنا نماذج مضيئة من أبناء المملكة في عام 2015". وخلت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بإقبال شديد عادة في السعودية من الشباب، من ذكر لهذا اليوم، باستثناء حضور للحملة التي أطلقها «مركز الملك سلمان للشباب» بعنوان «هذا زمانكم". وقال مدير الإعلام والنشر في المركز مبارك الدعليج، إن المركز الذي «يعتبر مؤسسة خيرية غير ربحية، يعمل على تقديم التوجيه والتطوير والتمكين لبناء جيل مبدع من القيادات الشابة، متبنياً تأسيس روح المبادرة وترسيخها لدى الشباب من الجنسين من خلال استيعاب أفكارهم وطاقاتهم، وحضهم على الإبداع والعمل، إضافة إلى تعزيز روح المشاركة ودعم المبادرات الشبابية». وأضاف في حديث إلى «الحياة»: «من هذا المنطلق يتفاعل المركز مع اليوم العالمي للشباب كل عام تأكيداً لدوره في دعم هذه الفئة المهمة، وإبراز النجاحات الشبابية والقدوات الناجحة»، مشيراً إلى أن المركز أطلق حملة رقمية على الشبكات الاجتماعية هذا العام تحت وسم #هذا_زمانكم، لتسليط الضوء على المواهب الشبابية، وإبراز عدد من قصص النجاح، في خطوة يتكامل معها دور المركز من طريق التشجيع على روح المبادرة وتأسيس جيل مبدع من القيادات الشابة، وذلك من أجل تحقيق الوصول إلى فئة كبيرة من الشباب، والاستفادة من المنصات الرقمية في نشر المواقف الإيجابية، وإبراز بعض النماذج الناجحة للشباب، وتحفيز غيرهم للاستفادة من الفرص المتاحة لهم والتعرف إليها». وذكر أن الحملة الرقمية تضمنت عناصر عدة مثل: «تصميم يحوي اقتباسات ونصائح للشباب من أفراد ناجحين بدأوا مشاريعهم، أو تميزوا في أعمالهم. هؤلاء الشباب اختيروا إما لأنهم فازوا بجائزة الملك سلمان لشباب الأعمال التي أقيمت على مدى 3 دورات، أو تم ترشيحهم للمراحل النهائية لها". وأطلق المركز حساباً على برنامج «سناب شات» لبث الحماسة في نفوس شبان وشابات ارتأوا المشاركة بمبادراتهم وإبداعاتهم ونجاحاته. وتقول سامية (طالبة جامعية) إن اليوم العالمي للشباب لا يعني لها شيئاً كثيراً مقارنة بيوم الحب مثلاً الذي تهتم به وتقتني الهدايا والورود الحمراء في يومه بمشاركة صديقاتها. في حين ذكر متعب الجبرين، وهو معلم تربية فكرية وناشط في الخدمة المجتمعية عبر حسابيه في «تويتر» و «إنستغرام»، أن الوقت والصحة من أكثر النعم التي فرط أكثر الناس بها، وأضاف: «اغتنم شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك". ويشير أحمد الشهري (موظف) إلى أن اليوم العالمي للشباب لا يحظى عادة باهتمام من الفئة المعنية به، عازياً ذلك إلى عدم وجود اهتمام من الجهات الرسمية المعنية بهذه المناسبة بالشكل الأمثل.