ساد هدوء حذر مدينة سرت أمس، بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين تنظيم «داعش» وسلفيين مدعومين من القبائل في سرت مسقط رأس الزعيم السابق معمر القذافي. وكانت المواجهات اندلعت بضراوة على خلفية تصفية «داعش» شيخ السلفيين وإمام مسجد «قرطبة» خالد بن رجب عقاباً له على فتوى أطلقها قبل أيام من تصفيته على يد مسلحي التنظيم المتطرف لتحريمه الاستتابة التي يفرضها الداعشيون على الأهالي حفاظاً على حياتهم، وفق ما أفاد «الحياة» بعض أهالي سرت. وأدت تصفية الشيخ بن رجب المتحدر من قبيلة «فرجان سرت» إلى تضامن القبائل الأخرى المكوّنة للنسيج الاجتماعي في سرت وتحالفها مع الفرجان للتخلص من «داعش» الذي يبسط سيطرته على المدينة والمناطق المتاخمة لها منذ شهور بسبب فشل الحكومتين المتنافستين على السلطة في حمايتها واستردادها من أيدي التنظيم. وقال مقيمون في سرت تحدثت إليهم «الحياة» إن «الانتفاضة ضد داعش اشترك فيها عدد من قبائل المنطقة وهم قبائل من ورفلة وحسون وعبادلة وفرجان ومغاربة ومصراته، وسقط خلالها قتلى من كل هذه القبائل وغيرها، خصوصاً من المقيمين في الحي رقم 3 في غرب المدينة الذي استولى فيه داعش على مسجد قرطبة وغيروا اسمه إلى مسجد مصعب الزرقاوي، وأرادوا أن يتجمعوا فيه أمس، لإلقاء خطبة إلا أن خشيتهم من أن استهدافهم بالطيران ألغى برنامجهم». على صعيد آخر، تحدثت تقارير عن قيام «داعش» بتصفية عدد من أهالي الحي 3 وبينهم أشخاص ينتمون لقبيلة «فرجان سرت» التي تربطها وشائج قربى بقبيلة «فرجان طبرق» التي ينتمي إليها قائد الجيش الليبي التابع للحكومة المعترف بها دولياً خليفة حفتر. وكان تنظيم «داعش» أقدم أول من أمس، على صلب 12 شخصاً في سرت وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ما دفع دار الإفتاء إلى الدعوة لحمل السلاح وقتال المتطرفين. وأعلنت وكالة الأنباء الموالية للحكومة في طرابلس التي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي أن سلاح الجو التابع لقوات «فجر ليبيا» «قصف مواقع عدة لتمركزات المجموعات المسلحة التي تنسب نفسها إلى تنظيم داعش في مدينة سرت». وأضافت أن القصف الجوي يتركز على مواقع في شرق المدينة.