دخل الأسير الفلسطيني محمد علان الذي بدأ قبل 61 يوماً إضراباً عن الطعام احتجاجاً على وضعه في الاعتقال الإداري في سجن النقب الإسرائيلي، في حالة غيبوبة، في وقت وجهت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» إلى إسرائيل تحذيراً شديد اللهجة، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن حياته. وأكد مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس أن علان خضع لجلسة تصوير طبقي انتهت ظهر أمس في المستشفى وتبين أنه لا يعاني من نزيف الدماغ، وأن حالته مستقرة على الخطورة الشديدة ذاتها التي أعلن عنها صباح أمس. وأضاف أن علان ما زال موصولاً حتى اللحظة على أجهزة التنفس، ويزود سوائل في الوريد، مشيراً الى أن إدارة المستشفى تعامله وفق قانون «حقوق المريض»، وذلك بعلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال المحامي جميل الخطيب لوكالة «فرانس برس»: «أبلغت مساء أمس (الخميس) من المستشفى (الإسرائيلي) حيث يحتجز، أنه دخل في غيبوبة». وأوضح بعد وصوله الى المستشفى ان «علان وضع على أجهزة التنفس الاصطناعي، وهو مخدر، وتم إعطاؤه حقنة وريدية من المياه والأملاح». وأضاف ان «علان لا يزال في حال الخطر والغيبوبة». ونقل علان الى مستشفى داخل إسرائيل بعد تردي حالته الصحية، خصوصاً انه رفض تناول الفيتامينات، واعتمد طوال هذه المدة على المياه. وهددت مصلحة السجون باستخدام التغذية القسرية مع علان، الأمر الذي أثار جدلاً بين الأطباء الإسرائيليين، وتخوفاً لدى الفلسطينيين من تأثير التغذية القسرية على حياته. وقال المستشفى في بيان: «تدهورت حال علان هذا الصباح (الجمعة). يتلقى العلاج وحالته مستقرة. يقدم له العلاج وفقاً لإرشادات لجنة الأخلاقيات ويشمل التنفس وسوائل في الوريد ومحاليل». وأضاف أن طبيباً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاء إلى المستشفى. استنفار في السجون وذكرت مصادر فلسطينية، استناداً الى اتصالات مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ان قوات الشرطة الإسرائيلية رفعت من وتيرة جاهزيتها في السجون تحسباً لردود فعل في حال تدهورت حال علان الى الأسوأ. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيس قراقع: «منذ صباح اليوم (الجمعة)، دفعت إسرائيل بأعداد كثيفة من أفرادها الى السجون، وفرضت إجراءات جديدة مثل منع صلاة الجمعة في ساحات السجون، ومنع تحرك الأسرى في الأمكنة المخصصة لهم، ووضع أفراد من الشرطة على سطوح هذه السجون». وأضاف ان «كل هذا الاستنفار يأتي تحسباً لوصول الأسير علان الى مرحلة الاستشهاد، وتحسباً لأي ردود فعل من الاسرى». وأشار الى توجه نواب عرب إسرائيليين الى مستشفى برزلاي حيث يرقد علان، مضيفاً أنه تلقى اتصالات «تفيد بوجود متطرفين يهود قرب المشفى يطالبون بإعدام علان». «الجهاد تحذر وأكدت «الجهاد» ان «استشهاد علان سيضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا في الدفاع عن شعبنا وأسرانا». وأضافت في بيان: «بات من المؤكد أن سلطات الاحتلال اتخذت قراراً بتركه يواجه مصير الموت غير آبهة بمطالبه العادلة، وهي بذلك تواصل الاستخفاف بكل الحقوق الإنسانية والقانونية لأبنائنا الأسرى في سجونها الظالمة». وتابع: «إننا أمام هذا التعنت الصهيوني المتمثل برفض الاستجابة لمطالب علان، نحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته». وطالبت الجهات المعنية بسرعة التحرك في ما تبقى من وقت لإنقاذ حياته، وقالت: «ندعو جماهير شعبنا في كل مكان لتصعيد الدعم والإسناد مع علان وكل إخوانه في سجون الاحتلال». إضراب 6 أسرى وأكد نادي الأسير في بيان أول من أمس أن سبعة أسرى، بينهم علان، يخوضون إضراباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وأوضح أن «الأسير عبدالمجيد خضيرات من طوباس يواصل إضرابه عن الطعام منذ 13 يوماً لتحويله على الاعتقال الإداري»، مشيراً الى أنه من محرري الصفقة التي أفرج فيها عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط عام 2011. كما يواصل الأسير عثمان ابو عرام من الخليل إضرابه عن الطعام منذ 17 يوماً احتجاجاً على نقله التعسفي من «ريمون» إلى زنازين «غلبوع». وأشار الى أن «أربعة أسرى آخرين مضربون عن الطعام تضامناً مع علان هم محمد الأقرع من قلقيلية، ومصطفى بريجيه من بيت لحم، وحسن ثوابته من بيت لحم، إضافة إلى رمزي موسى من طولكرم».