واشنطن – أ ب، رويترز – أوحت المشاركة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر الأمن الذي افتُتح في ميونيخ أمس، بإمكان سعيه إلى إحياء المفاوضات المتعثرة مع الغرب حول البرنامج النووي لبلاده، انطلاقاً من إعلان الرئيس محمود أحمدي نجاد استعداد طهران لقبول اتفاق تبادل الوقود النووي. وتمسكت الصين بدعوتها الغرب الى التحلي ب «الصبر» وإبداء موقف «أكثر ليونة»، معتبرة ان إيران «لم تغلق الباب» حول مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبادل الوقود النووي. لكن روسيا أبدت مزيداً من التشدد، اذ حذرت ايران من ان ملفها سيُطرح مجدداً للنقاش في مجلس الأمن، إذا لم تقدم «جواباً بناء» على اقتراح الوكالة. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان مسؤولين بارزين في الدول الست المعنية بالملف أجروا مناقشات عبر دائرة مغلقة، تداولوا خلالها في الجهود المبذولة لاقناع طهران بوقف برنامجها النووي. وقال انهم «بحثوا في المسارين: التفاوض والعقوبات». ورأى وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر السادس والأربعين للأمن في ميونيخ، ان المفاوضات مع إيران «دخلت مرحلة حاسمة»، وزاد: «نعتقد بأن إيران لم تغلق الباب تماماً في شأن اقتراح الوكالة الذرية حول الوقود النووي، وأفضل تسوية يجب ان تكون من خلال الوسائل الديبلوماسية، من اجل حفظ السلام والأمن في الخليج». وحضّ الوزير الصيني «الأطراف المعنيين على تكثيف جهودهم الديبلوماسية وإظهار صبر وتبني موقف اكثر ليونة وبراغماتية وسياسة إيجابية، وألا تغيب عن بالهم مصالحهم العامة والبعيدة المدى». وذكّر بأن «الهدف يتمثل في السعي الى حلّ شامل وبعيد المدى، من خلال الحوار والمفاوضات». وتزامن موقف يانغ جيشي المهادن لإيران، مع تحذير وجهّه اليها نظيره الروسي سيرغي لافروف، داعياً طهران الى «الإجابة عن أسئلة الوكالة الذرية، والمشاركة في المفاوضات لإقناعنا جميعاً بأن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بالفعل». ولفت الى ان التوصل الى اتفاق حول تبادل الوقود النووي «سيغيّر أجواء العلاقات» بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، كما «سيهيء الظروف من أجل مفاوضات جديدة» بين الطرفين. وأضاف بعد لقائه نظيره الألماني غيدو فيسترفيلله: «نريد معالجة هذه المسألة من خلال تسوية سياسية، ولكن إذا لم نتلق جواباً بناء من إيران، سيكون علينا مناقشة هذه المسألة في مجلس الأمن». أما فيسترفيلله فشدد على أن صبر المجتمع الدولي «ليس مطلقاً، وإذا وافقت إيران على عرض تخصيب اليورانيوم في الخارج، عليها إبلاغ ذلك رسمياً للوكالة الذرية». ونبه الى أن «الكلام المعسول على شاشات التلفزيون ليس جيداً بما يكفي. عليهم أن يتحركوا. إيران لجأت مراراً طيلة السنتين الماضيتين، الى المراوغة والحيَل». وكان منظمو مؤتمر ميونيخ أعلنوا مشاركة متقي الذي أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأنه «سيلقي كلمة إيران وتتمحور حول قضايا إيرانية، إضافة الى أهم القضايا التي تهدد الأمن والسلام في العالم ومنها الموضوع النووي، قبل ان يعقد مؤتمراً صحافياً». وسرت تكهنات عن احتمال سعي الوزير الى إجراء محادثات جانبية مع نظرائه الأوروبيين، لتوضيح أبعاد تصريحات نجاد حول استعداد بلاده للقبول بتبادل الوقود النووي. في واشنطن، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الضغوط التي مارستها الدول الست «ساعدت في إجراء المفاوضات، من خلال اعتماد لغة قوية جداً حول ما هو مُتوقّع من إيران». لكنها اضافت انه في «الواقع لم نحصل على جواب. نرى أحياناً جواباً من جزء من الحكومة (الإيرانية)، يسحبه لاحقاً جزء آخر منها». وعلقت على تصريح نظيرها الصيني حول تحفظ بلاده عن مناقشة فرض عقوبات على إيران، مشيرة الى ان الولاياتالمتحدة تبحث في «طبيعة الضغوط وطبيعة العقوبات التي يمكن فرضها على الإيرانيين، وستواصل مد اليد الى جميع شركائها في هذا الجهد، بمن فيهم الصين».