شهدت الانتخابات البلدية تطورات لافتة خلال الأيام الماضية، والتي تتزامن مع قرب انطلاق أولى المراحل الانتخابية مطلع ذي القعدة المقبل، إذ شهدت قيام بعض المرشحين والمرشحات بعمل تحالفات، بهدف دعم بعضهم في الانتخابات. بيد أن اللافت قيام سيدة أعلنت عن عزمها الترشح لخوض الانتخابات بدعم عضو مجلس بلدي حالي ويعتزم ترشيح نفسه في الدورة المقبلة، من خلال قيام المرشحة بالترويج لمنجزات العضو وإسهامه في حل الكثير من الملاحظات والشكاوى التي وصلته خلال الدورة الحالية. وبدأت السيدة في الترويج للعضو، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية. وحث الجميع على التصويت له، بسبب الخبرة الكبيرة التي اكتسبها من خلال عمله في المجلس البلدي، في الوقت الذي التزم العضو الصمت، ولم يعلن عن عزمه الترشح بشكل رسمي، ولم يقم حتى بتسريب خبر إعلانه نية الترشح مجدداً في الدورة المقبلة، مكتفياً على ما يبدو بالدائرة المقربة منه في التمهيد للإعلان عن عزمه الترشح، ومحاولة حشد أكبر عدد من الأصوات ضمن الدائرة التي ينتمي لها. ويبدو أن حمى الانتخابات ستتصاعد مبكراً في هذه الدورة، بعد لجوء شخصيات تعتزم الترشح إلى تشكيل تحالفات، بهدف حشد العديد من الأصوات، وإغلاق الأبواب أمام منافسيهم المحتملين، إذ لجا عدد منهم إلى عمل تشكيلات وتحالفات عدة، توفيراً للموازنات التي يتوقع أن تكون «ضخمة»، والتحرك بشكل أوسع، وكسب المزيد من الأصوات قبل بداية مرحلة تسجيل المرشحين. ولا يزال العديد ممن يعتزمون الترشيح يعتمد سياسة «الصمت» في إعلان رغبته في الترشح للانتخابات، والتحدث عن برنامجه الانتخابي، بهدف معرفة منافسيه وما هي برامجهم الانتخابية، فيما علمت «الحياة» أن بعض ممن يعتزم الترشح من الشخصيات المعروفة سيسجل نفسه في قيد المرشحين في آخر يوم، معتمداً على عنصر «المفاجئة» ومعرفة جميع المرشحين، وقدراتهم وإمكاناتهم، وهو ما يطلق عليه بعضهم الدخول في «اللحظة الأخيرة». وأشارت المصادر إلى أن بعض السيدات اللاتي يرغبن في الترشح لا يزلن متخوفات من خوض غمار الانتخابات، وعدم الحصول على الأصوات الكافية للفوز، إضافة إلى أن الحملات الدعائية تحتاج إلى موازنات «ضخمة»، وفي حال خسارتها قد تخسر الكثير من الأموال، ما تمثل بالنسبة لهن خسارة «كبيرة» بخاصة أن معظمهن من ذوات الدخل المتوسط، لذا لجأ الكثير منهن إلى التروي في اتخاذ القرار، وعمل دراسة شاملة حول فرص نجاحهن من عدمها، إضافة إلى الكلفة «الباهظة» التي قد تطلبها الحملة الإعلانية. بيد أن المصادر أكدت أن من يعتزمن ترشيح أنفسهن من السيدات قسم منهن سيدات مجتمع وأعمال، إضافة إلى أن بعضهن زوجات رجال أعمال وشخصيات معروفة في المجتمع، وهو ما قد يوفر لهن ضمان الموازنات الخاصة بالحملات الدعائية، إلا أنه قد لا يضمن لهن فرص النجاح في الانتخابات، وبخاصة بعد لجوء العديد ممن يعتزمن الترشح إلى التكتلات والتحالفات من الآن، مما يبعثر أوراق الكثير من المرشحين والمرشحات المتخوفين من خوض غمار التجربة. ويبدو أن مسلسل المفاجآت في الدورة الثالثة في الانتخابات لن ينته، وأن الكثير منها قد يحدث خلال الأيام المقبلة، وهو ما يغير النظرة السائدة عن الانتخابات البلدية وأهميتها، والتي يتقن فنها القليل ممن عاشها في الدورتين السابقتين.