باشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فور وصوله الى بيروت مساء أمس، اجتماعاته بلقاء رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على أن يلتقي اليوم تباعاً وفداً من الفصائل الفلسطينية ومن ثم يزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية ويختتم زيارته بلقاء نظيره اللبناني جبران باسيل يعقبه مؤتمر صحافي مشترك يتحدثان فيه عن نتائج المحادثات التي أجراها ظريف لينتقل بعد الظهر الى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين. وبعد لقائه سلام، قال ظريف إن البحث تناول التعاون بين البلدين، وقال: «نثمن الدور الكبير الذي لعبه الرئيس سلام لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب وإيجاد التعاون بين مختلف الفرقاء اللبنانيين. هذا الدور أدى إلى المزيد من الهدوء والاستقرار والأمن في هذا البلد». وقال: «ليس الوقت وقت منافسة في لبنان وإذا كان لا بد من التنافس فلإعمار لبنان. والجميع في لبنان يعترفون بأنه بلد للتعايش والمقاومة ولا بد من التعاون في كل هذه المجالات، وإيران إلى جانب الشعب اللبناني وتدعم مطالب هذا الشعب العظيم». ورأى ظريف بعد وصوله، أن «هناك لعبة خطيرة تجرى من قبل الكيان الصهيوني بخصوص الملف النووي الإيراني، وكل الضغوط التي مارسها باءت بالفشل الذريع، والفرصة تاريخية في المنطقة للتعاون والتشاور لمواجهة التطرف والكيان الصهيوني. ونمد يدنا الى دول إسلامية في الشرق الأوسط وندعوها الى تلبية ندائنا لمزيد من التعاون». ومع أن برنامج محادثات ظريف في بيروت لم يلحظ، على الأقل في العلن، أي لقاء مع الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي التقاه ليل أمس بعيداً من الأضواء نظراً الى الظروف الأمنية للأخير، فإنه كان يلحظ في المقابل زيارة لضريح القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق، في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه ألغي «لضيق الوقت». وكان يفترض أن يزور ظريف، وهو في طريقه الى بيروت، أنقرة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك، إلا أن طارئاً لم يُعرف ما إذا كان سياسياً أو تقنياً، أدى الى تأجيل الزيارة. ونقلت وكالة «أنباء الطلبة الإيرانية» عن مسؤول في الخارجية الإيرانية قوله إن الزيارة مدرجة على جدول أعمال ظريف لكنها ستتم في وقت لاحق، لأن الجداول لم تتوافق في هذا الموعد، فيما أعلن مسؤول في الخارجية التركية أن الزيارة التي كان من المتوقع أن يناقش خلالها الصراع السوري تأجلت، من دون أن يذكر تفاصيل أخرى، علماً أن هذا التأجيل حصل في اللحظة الأخيرة. ورأت مصادر سياسية مواكبة للموقف الإيراني من الأزمة اللبنانية أن لبنان يشكل، من وجهة نظر القيادة الإيرانية، حلقة أساسية من مثلث محور الممانعة، وهي توليه اهتماماً مميزاً ولن تفرط بأوراقها في المعادلة الداخلية من دون أي مقابل، خصوصاً أنها تخشى أن تدفع التطورات المتسارعة، من عسكرية وأمنية في سورية، الى استعجال البحث عن مستقبل النظام في سورية في ضوء التحرك الروسي المدعوم إيرانياً للبحث عن حل سياسي للحرب في سورية والذي سيواكبه ظريف في زيارته موسكو في الأسبوع المقبل.