قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان «رفع مستوى العلاقات بين ايران ولبنان يصب في مصلحة شعبي البلدين». وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا) ان الرئيس الايراني الذي من المتوقع أن يزور لبنان في 13 و14 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري كان يتحدث خلال استقباله وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل الذي اختتم امس زيارته طهران حيث اجرى محادثات حول الطاقة في ايران. وقال نجاد ان ايران «ترغب في تعزيز العلاقات مع مختلف الطوائف والقوميات في لبنان وتسعى لتعزيز التعاون مع لبنان»، مشدداً على «ضرورة الاستفادة من الطاقات الموجودة لرفع مستوى التعاون بين البلدين». كما أشاد بدور المقاومة في لبنان في «التصدي للكيان الصهيوني»، وقال: «التصدي البطولي للمقاومة والشعب اللبناني للكيان الصهيوني هو مبعث فخر للجميع». أما باسيل، فدعا بدوره الى «تعزيز العلاقات بين شعبي البلدين»، مشدداً على ان «الكيان الصهيوني يستهدف وجود لبنان». وقال ان «صمود لبنان ووقوف الشعب مع المقاومة افشل مؤامرة الكيان الصهيوني». وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» انه جرى خلال اللقاء البحث في الوضع السياسي العام في لبنان والمنطقة، وأهمية الحفاظ على الإستقرار اللبناني ودعم المقاومة لمواجهة الإعتداءات أو المخططات الإسرائيلية الهادفة للنيل من الإستقرار، اضافة الى تفعيل العلاقات الثنائية الإقتصادية، حيث أبدى الرئيس الايراني استعداده لوضع الإمكانات الإيرانية في خدمة لبنان، ومن أجل سد حاجات شعبه خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه، كما تم البحث في أفكار عدة يمكن للجانب الإيراني تقديم مساعدته فيها في قطاعات الكهرباء والماء والنفط، واتفق على الإسراع بمتابعة هذه الأفكار لتحويلها إلى مشاريع تنفيذية قبل زيارة الرئيس نجاد المقبلة إلى لبنان وخلالها. كما التقى باسيل وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الذي اكد خلال اللقاء ان زيارة نجاد للبنان «بداية مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين». وأضاف ان العلاقات بين ايران ولبنان «هي علاقات وثيقة وودية ومبنية على اسس منطقية نابعة من مصلحة شعبي البلدين». وأشار الى مساعي مسؤولي البلدين لتنمية التعاون في المجالات المختلفة ورفع مستوى التعاون الاقتصادي الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، معتبراً مجال الطاقة من المجالات الخصبة لتنمية التعاون بين البلدين. كما أشار الى رغبة البلدين في رفع مستوى العلاقات الشاملة بينهما، مؤكداً «ضرورة ايجاد التسهيلات امام تبادل الزيارات بين رجال الاعمال والسياح لدى الجانبين». ونوه متقي بأهمية المقاومة في لبنان، وقال: «الاعداء يسعون الى ايجاد الفرقة وعدم الاستقرار في لبنان وفي مقابل ذلك يعتبر الاصرار على الوحدة الوطنية الضمانة لافشال مخططات الأعداء، واننا نعتقد جازمين ان بامكان لبنان ان يخطو بخطوات كبيرة على طريق التنمة والتطور في ظل الاستقرار والهدوء». وكان باسيل عقد لقاء عمل آخر مع وزير الإسكان علي زاده وهو الوزير المسؤول عن الملف الإقتصادي اللبناني في الحكومة الإيرانية، والذي سيرافق نجاد في زيارته لبنان. مستشار خاتمي: زيارة للهروب ووصف محمد شريعتي مستشار الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي، زيارة الرئيس احمدي نجاد لبنان بالحساسة، لأنها «تأتي في اطار محاولته استغلال الزيارة للتغطية علي المشاكل الداخلية التي تواجهه في المجالات الاقتصادية والسياسية»، معتبراً الاستقبال الشعبي الذي ينتظره في جنوب لبنان، مهماً لشخص نجاد ولحكومته، اذ يحرص علي ضرورة تحقق هذه الزيارة. وقال شريعتي في تصريح نقله موقع «ديبلوماسي ايراني» ان احمدي نجاد «يحاول تهدئة الاوضاع اللبنانية، وكان صرح خلال زيارته نيويورك بأن قضية المحكمة الدولية، لبنانية داخلية، وان ايران لا تتدخل في مثل هذه الامور». ورأي ان الحكومة الايرانية تحاول تهدئة الاوضاع اللبنانية قبل زيارة الرئيس احمدي نجاد لبنان، «حتي وان تطلب الأمر الضغط علي «حزب الله» من اجل انهاء او تأجيل النزاعات الداخلية في لبنان». واستبعد معارضة سورية الزيارة، لكنه قال ان «دمشق تتخذ حالياً موقفاً متوازناً بين سعد الحريري و «حزب الله»، ولا تريد فقدان لبنان للهدوء الذي يتمتع به في الوقت الحاضر». وحول زيارة الرئيس السوري بشار الاسد طهران اعتبر شريعتي ان الزيارة حاولت تأكيد عدم ابتعاد دمشق عن طهران استناداً للضغوط التي مارستها الدول الغربية والولايات المتحدة، معرباً عن اعتقاده بأن هدف الزيارة كان تقليد الرئيس الاسد وسام الجمهورية الاسلامية من الدرجة الاولي. وأعاد نجاح الضغوط التي مارستها ايران علي سورية من اجل دعم نوري المالكي لتشكيل الحكومة العراقية علي حساب اياد علاوي، الى «أن ايران تعتقد ان نوري المالكي من الخيارات الواقعية لتشكيل الحكومة العراقية»، لكنه قال ان دمشق تحاول الضغط علي المالكي من اجل اشراك علاوي وكتلته ذات الغالبية السنّية في الحكومة.