استدعت الشرطة الإسرائيلية الثلثاء زعيم منظمة يهودية متطرفة دافع عن فكرة حرق الكنائس في جو يسوده التوتر على خلفية هجمات المتطرفين اليهود على الفلسطينيين والكنائس، فيما صرح المخرج الإسرائيلي عاموس جيتاي بأن إسرائيل تحتاج إلى «رجل دولة حازم» من أجل التصدي للتطرف اليهودي. وأثارت تصريحات بنتسي غوبشتاين زعيم منظمة «لاهافا» (الشعلة) اليمينية المتطرفة حول الكنائس غضب مسؤولين كاثوليكيين مؤخراً. وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري في بيان «تم استدعاء بنتسي غوبشتاين للاستجواب في مكاتب وحدة الجرائم القومية»، مشيرة إلى أنه «سيتم استجوابه حول تصريحاته المتعلقة بإحراق الكنائس». وكان غوبشتاين دافع الأسبوع الماضي خلال مناظرة دينية جرت مع طلاب في مدارس دينية يهودية عن فكرة إحراق الكنائس، مؤكداً أن القانون اليهودي يوصي بتدمير الأوثان في أرض إسرائيل، وفق أقوال مسجلة بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية. ودعت حراسة الأراضي المقدسة التابعة لطائفة اللاتين في رسالة وجهتها للمدعي العام للدولة يهودا فاينشتاين إلى حظر «لاهافا» واتخاذ إجراءات ضد غوبشتاين. وقال محامي غوبشتاين ايتمار بن جفير للإذاعة العامة «تم استدعاء موكلنا للاستجواب بفعل ضغط من الفاتيكان». وأضاف «اسأل نفسي عن ماهية الخطوة القادمة. هل سيقرر البابا توجيه اتهامات؟». وغوبشتاين الذي يقيم في مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة، خضع للاستجواب عدة مرات. وفي 2014، تم احتجازه مع نشطاء آخرين من «لاهافا» حول إحراق مدرسة عربية يهودية في القدس. ويأتي استدعاء غوبشتاين بينما يسود جو من التوتر الحاد بعد مقتل الطفل الفلسطيني علي دوابشة (18 شهراً) حرقاً في 31 تموز/ يوليو بعدما ألقى متطرفون يهود من نافذة منزل عائلته التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجة حارقة ما أدى إلى اشتعال النيران في المنزل. وفي 18 حزيران/ يونيو الماضي، أضرمت النار في كنيسة الخبز والسمك الأثرية الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا شمال القدس مخلفة أضراراً جسيمة. وعثر في المكان على كتابات بالعبرية تنادي بالقضاء على «الوثنيين». ووجهت السلطات الإسرائيلية اتهامات لثلاثة متطرفين يهود بإحراق الكنيسة. وتزايدت الدعوات مؤخراً لحظر «لاهافا» خصوصاً من قبل زعيم المعارضة في إسرائيل اسحق هرتزوغ. وتقدمت الكنائس الكاثوليكية بشكوى أمام الشرطة الإسرائيلية الجمعة ضد غوبتشاين، وفق ما أعلن مسؤول كنسي. و «الشعلة» منظمة يمينية متطرفة تنشط ضد «اختلاط اليهود والزيجات المختلطة» وتستمد أفكارها من حركة «كاخ» العنصرية المعادية للعرب والتي أسسها مئير كاهانا العام 1971 وحظرت العام 1994 بعدما قتل أحد أتباعه باروخ غولدشتاين 29 مصلياً فلسطينياً مسلماً في الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. في غضون ذلك، صرح عاموس جيتاي الثلثاء أن إسرائيل تحتاج إلى «رجل دولة حازم» من أجل التصدي للتطرف اليهودي. وأكد جيتاي في تصريح لإذاعة «فرانس انتر» ان إسرائيل تحتاج إلى «رجل دولة حازم» للتغلب على التطرف اليهودي «لكننا لسنا في هذه الصورة مع الأسف». وأضاف المخرج الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية «لم تتخذ موقفاً واضحاً» من موضوع التطرف اليهودي. وسيشارك فيلمه «رابين اليوم الأخير» حول الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين برصاص متطرف يهودي، في مهرجان البندقية السينمائي في ايلول/ سبتمبر. وأعرب جيتاي عن أمله في بروز شخصية سياسية يمكن أن تحاول «بطريقة صادقة» في إيجاد حل للصراع مع الفلسطينيين. ورداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل بلداً «مريضاً»، أجاب عاموس جيتاي انه يأمل في ألا تكون بلاده في «المرحلة النهائية» من المرض. وقال «في كل المجتمعات، بما فيها المجتمع الفرنسي، ثمة قوى متسلطة ومعادية للسامية الخ... لكن ثمة أيضاً مجتمع مدني» يمكنه ان يتيح لحقوق الإنسان ان تنتصر. ونبه إلى ان «هذه الحقوق لم تنتصر، والمعركة طويلة».