سيمنح أكبر «تلسكوب» في العالم حين يكتمل بناؤه العلماء الفرصة لدراسة الشمس بشكل تفصيلي لم يسبق له مثيل، وسيعطيهم القدرة على التكهن بتأثيرها على الأقمار الصناعية والهواتف المحمولة وأنظمة الاتصالات على الأرض. ويطلق على أكبر «تلسكوب» في العالم اختصاراً اسم «التلسكوب الشمسي» (دي كيه اي إس تي) ويجري بناؤه على أعلى قمة في جزيرة ماوي، وهي جزء من سلسلة جزر هاواي في المحيط الهادي. ويقول رئيس المشروع توماس ريميل إن «هذا التلسكوب مزود بأنظمة بصرية متطورة ومرآة أساسية طولها أربعة أمتار، وسيكون بمثابة مختبر للفيزياء الفلكية ويمكن العلماء من رؤية ما يحدث تماماً على سطح الشمس يوماً بيوم». ويضيف ميريل "تحتاج فعلاً إلى فهم هذه العمليات الفيزيائية الرئيسة حتى تتمكن من التنبؤ بأحوال الطقس في الفضاء. نحن حالياً لا نفهمها بشكل جيد حتى نملك القدرة على التكهن مثلما نفعل هنا على الأرض بالنسبة إلى أحوال الطقس». وأحوال الطقس في الفضاء التي يشير اليها، هي انفجارات شمسية وانبعاث كتلي إكليلي للشمس ترصد حالياً فقط خلال كسوف الشمس. ومن أسباب الدقة الفائقة لهذا «التلسكوب» أنه يدور في مساحة لا يزيد نصف قطرها على شعرة الرأس. ويقول مدير المشروع جوزيف مكمولين أن «هذا على قدر كبير من الأهمية، لأن العلماء حالياً ليس لديهم أي وسيلة للتأكد من صحة تكهناتهم». ويضيف «المنظرون حالياً لديهم عدد من النماذج للتنبؤ التي لا نملك حقا القدرة على تأكيدها أو فحصها، وهذا التلسكوب سيوفر تفاصيل فائقة الدقة تتماشى مع هذه النماذج النظرية المختلفة، وسيسمح لنا بفهم فيزياء هذه المجالات المغنطيسية وكيف تنتقل وتتخلل عبر الغلاف الشمسي». ويأمل الفريق مع بدء التشغيل الرسمي لأكبر تلسكوب في العالم بحلول العام 2019، أن يقدم لنا العلماء مجموعة نظريات جديدة عن الشمس.