عقدت في الرياض أمس قمة سعودية - أفغانية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس الأفغاني حامد كارازاي في مزرعة خادم الحرمين الشريفين في الجنادرية - (شرق الرياض) أمس. وعلمت «الحياة» أن خادم الحرمين الشريفين، جدد التأكيد على التزام المملكة التام بالحفاظ على سياسات طويلة الأمد لتقديم العون والمساعدة لأفغانستان، وان الزعيمان بحثا الجهود الدولية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين. ولم يتسن ل «الحياة» تأكيد طلب كارازاي رسمياً من الملك عبدالله قيام الرياض بدور وسيط للمصالحة بين طالبان والحكومة الأفغانية، إلا أن مصادر رجحت ذلك. وقلّد خادم الحرمين الشريفين الرئيس الافغاني قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لكبار القادة وزعماء الدول. وأعرب الرئيس حامد كارازاي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على منحه قلادة الملك عبدالعزيز مؤكداً اعتزازه بهذا التكريم. وتناولت محادثات الزعيمين، المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى بحث التعاون بين البلدين لما فيهما مصلحة الشعبين. وأقام خادم الحرمين الشريفين في مزرعته في الجنادرية ليل أمس مأدبة عشاء تكريماً للرئيس حامد كارازاي والوفد المرافق له. وكان خادم الحرمين في مقدم مستقبلي الرئيس الأفغاني لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، والأمراء وكبار المسؤولين. يذكر أن الرئيس كارازاي أعلن بوضوح في مؤتمر لندن حول أفغانستان، أنه يرغب في دور سعودي مباشر في إدارة عملية المصالحة مع طالبان، وقال إنه يتطلع إلى «دور أساسي» يلعبه خادم الحرمين الشريفين في عملية المصالحة. وأعرب كارازاي عن رغبته في تشكيل مجلس وطني للسلام والمصالحة وإعادة الاندماج، ينتج منه «جيرغا السلام»، وهو مجلس أعلى يجمع قادة القبائل الأفغانية، على أن يلعب الملك عبدالله «دوراً أساسياً» في ذلك. كما أمل الرئيس الأفغاني بالحصول على «دعم دولي» لهذه العملية، وطلب من «جميع الجيران، خصوصاً باكستان دعم جهود المصالحة». وقالت الرياض إنه يتعين على حركة طالبان أن تتوقف عن تقديم الملاذ لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل أن تتدخل كوسيط. وكانت الرياض واحدة من بين ثلاث عواصم فقط اعترفت بطالبان أثناء وجودها في السلطة قبل الإطاحة بها عام 2001. فيما كرّر الرئيس الأفغاني في لندن، أنه يريد إقناع «طالبان» بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، من خلال عرض المال والتوظيف على المقاتلين، بعد أن وعد قادتهم منذ فترة طويلة بتسليمهم مسؤوليات حكومية. ولم تسفر عروضه المتكررة للسلام مع طالبان في السنوات الماضية سوى عن استسلام بعض المقاتلين المتشددين الذين لا يتمتعون بمكانة مهمة. ويصرّ قادة طالبان على ضرورة انسحاب كل القوات الغربية من أفغانستان قبل الموافقة على إجراء محادثات. ورفض كارازاي الأحد الماضي هذا الشرط المسبق، قائلاً إنه يجب على طالبان المساعدة في تحقيق السلام أولاً حتى يتسنى للقوات الأجنبية الرحيل. وأدى الرئيس الأفغاني العمرة والوفد المرافق له، وزاروا المسجد النبوي الشريف. وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل موقف بلاده المعلن بأنها لن تدخل طرفاً في مساعي إحلال السلام في أفغانستان ما لم تعلن حركة «طالبان» التخلي عن علاقاتها بالمتطرفين، وتطرد زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.