اعترفت الكاتبة الكويتية ليلى العثمان بأن محاكمتها على كتابتها حول الجنس واختراقها للتابو الديني والسياسي، فيه الكثير من الظلم. وقالت: «ما أكتبه ليس فيه هذا الإصرار على الجنس ولم يكن سوى في مشهد واحد من رواية «العصعص»، وكان للضرورة وليس لإقحام الجنس. ومن يقرأ «المحاكمة» تحديداً، سيعرف أن علاقتي بالله علاقة قوية جداً، ولا يجب أن يحكم على مظهري لأنني لست محجبة، فضميري مرتاح تجاه ربي»، مبينة أن أي حوار يجده القارئ بين ملحد ومتدين، «لا يعني بالضرورة أنني ضد الدين، فأنا مع الحرية في الكتابة، ولكنني مع الحرية الملتزمة أيضاً، وأنا انتقدت الكتابة السعودية النسائية الأخيرة المليئة بالجنس العجيب والمخجل، أما أنا فلا أمارس الكتابة عن الجنس إلا للضرورة الإبداعية». وتساءلت هل هو انعكاسات لحياتي؟ لتجيب: «بالتأكيد فكل كاتب لا يكتب من فراغ، وكلنا نكتب من واقعنا، فوالدي ثري جديد، وتزوج من عدد من النساء، ما جعلني أعيش في جو من القسوة وافتقاد للحنين، والقسوة موجودة عند كل رجالات الزمن القديم، ولكن أنا كنت ولفترة طويلة أحمل شيئاً من الغبطة لوالدي، ولكن مع كبري في السن بدأت أتفهم وعرفت أنه كان مضطراً أن يعاملنا بهذه المعاملة». ولم تُخفِ العثمان، في ليلة تكريمها في «إثنينية» عبدالمقصود خوجة مساء الاثنين الماضي، كرهها لروايتها «خذها لا أريدها». وقالت: «كانت الرواية عبارة عن يوميات مؤلمة جسدياً ونفسياً منذ كتابتها، ويعود سرّ كراهيتي لها منذ وفاة والدتي في العام 1986، فتحوّلت قراءاتي وكتاباتي عن الموت وخوفي من المجهول، لمدة سنتين لا أقرأ إلا عن الموت والميت وتجهيزه عند المسلمين والمسيحيين لدرجة البؤس والتشاؤم. وحتى حرب الكويت جلبت لي الكآبة وأخطر ما حاق بي عندما أصيبت صديقتي المسيحية بالسرطان وتضاعفت حالة الكآبة لديّ، ووجدت نفسي منطوية على ذاتي ثم أصيبت أختي بالسرطان حتى توفيت، فأصبحت كل الأفكار السوداء تلاحقني حتى وجدت نفسي مضطرة للخلاص منها وكتابتها في العام الماضي»، لافتة إلى أنها أصدرت غير تلك الرواية عشرات الكتب «التي تشعرني بالفرح، وترجم بعضها إلى أكثر من 11 لغة منها الفرنسية والإنكليزية والروسية والألمانية»، موضحة: «إنني بعد أن ألفت كل تلك الكتب لدي إحساس بأنني ما زلت أحبو في دروب الكتابة، فالكتابة هي رئة أتنفس بها وبها أتعالج». وتحدثت عن كتابة روايتها «العصعص» والنهايات المفتوحة، فقالت: «هذا أسلوب ينتهجه كثير من المؤلفين، فالواقع أن المبدع يتعب ويتألم ويتعذب أثناء الكتابة، وأنا أحب أن يقاسمني القارئ شيئاً من هذا العذاب الجميل، فأتيح له حرية وضع الافتراضات التي يراها مناسبة لخاتمة الرواية أو القصة، والأبطال الذين ينتهون من إحدى رواياتي، لا أحب أن أبعثهم في عمل جديد، بل أبحث عن آخرين». وزادت: «إنني من خلال الكتابة، أحاول أن أحرض المرأة على المطالبة بحقوقها، وأظن أن هذا مقبول الآن في هذا الزمان، وقد كان للرجال دور كبير في وصول المرأة الكويتية للانتخابات الأخيرة في الكويت». وحول حقيقة منع بعض كتبها من دخول الكويت أجابت العثمان: «نعم لي ستة كتب ممنوعة، لكن غالبية كتبي تباع في كل العواصم العربية والخليجية، وسعدت جداً عندما عاد أحد الأصدقاء من معرض الرياض الدولي للكتاب، وقال إن جميع كتبي معروضة للبيع ولم يمنع أي كتاب». واعتبر عبدالمقصود خوجة العثمان «صاحبة لغة لدنة ومطواعة ومنقادة الزمام، ومبدعة في مجال النص الأدبي، الذي تقتطعه من الحياة وتضعه على الورق نابضاً، صاخباً، مترعاً بالعطاء، متشبثاً بالبقاء، فكأنه عمل وثائقي مفعم بكثير من الصدق والشمولية التي لا تنقصها الجرأة»، مشيراً إلى أن «تكريمها يعد إضافة مهمة في مسيرة الإثنينية.