لم يمض أكثر من 42 ساعة على التفجير الانتحاري في مسجد في بلدة الضلوعية، حتى نفذ انتحاريان عمليتين، الأولى في بغداد استهدفت تجمعاً لعناصر الشرطة كانوا يشرفون على توزيع مساعدات على نازحين عادوا إلى منازلهم، وأسفرت عن سقوط أكثر من 28 شخصاً. والثانية في ديالى استهدفت مطعماً مكتظاً بزوار إيرانيين في طريقهم إلى النجف وكربلاء، وأسفرت عن مقتل أكثر من 45. في غضون ذلك، تضاربت الأنباء عن اعتقال زعيم «القاعدة» في العراق أبي عمر البغدادي، وفيما أكدت السلطات العراقية الاعتقال، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنه لا يستطيع تأكيد ذلك، إذ سبق وأعلن اعتقال البغدادي، وقتله أيضاً، ليتبين في ما بعد أن النبأ كان غير صحيح. وقال مصدر عسكري في محافظة ديالى (شمال شرق) ان انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه مستهدفاً زواراً ايرانيين ما ادى الى مقتل 45 شخصاً واصابة 55 آخرين. وأوضح ان «الانتحاري فجر نفسه داخل مطعم مزدحم في بلدة المقدادية (80 كلم شمال شرقي بغداد) بالزوار الإيرانيين خلال استراحتهم قبل التوجه إلى النجف وكربلاء». وزاد ان أجزاء من سقف المطعم انهارت ما تسبب في ارتفاع اعداد الضحايا. وفي هجوم آخر، أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل 28 شخصاً بينهم عشرة من عناصر الشرطة واصابة 52 آخرين في تفجير نفذته انتحارية ترتدي حزاماً ناسفاً، وكانت الشرطة تشرف على توزيع مساعدات على عائلات مهجرة قرب ساحة التحريات (جنوب شرقي بغداد). وأوضح المصدر ان «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط عناصر للشرطة الوطنية كانوا يقومون بتوزيع مساعدات للعائلات المهجرة بالقرب من ساحة الواثق (جنوب شرقي بغداد) ما أسفر عن مقتل 28 بينهم عشرة من الشرطة واصابة 52 آخرين». وأكد مصدر طبي في مستشفى إبن النفيس، 13 جثة، بينها جثة ضباط في الشرطة وأربعة من عائلة واحدة وأكثر من ثلاثين جريحاً بينهم اطفال ونساء. وبالتزامن مع الهجومين أعلن الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال «أمير دولة العراق الاسلامية» المرتبطة ب «القاعدة». لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية براين ويتمان قال: «لا استطيع تأكيد (الأمر) حتى الآن»، مذكراً بأن اعتقال البغدادي وقتله سبق ان اُعلنا في الماضي قبل ان يتم نفيهما. واضاف: «سيكون اعتقالاً مهماً إذا كانت هذه المعلومات صحيحة»، مؤكداً أن «البغدادي يعتبر منذ وقت طويل زعيماً رئيسياً للقاعدة في العراق». ويحيط الغموض شخصية البغدادي، منذ أعلن تزعمه ل «دولة العراق الإسلامية» في تشرين الأول (اكتوبر) 2006، بعد شهور من مقتل زعيم «القاعدة» في العراق ابي مصعب الزرقاوي منتصف العام ذاته. وتداولت معلومات استخباراتية وإعلامية أربعة اسماء يعتقد ان احدها للبغدادي هي: عبداللطيف الجبوري الذي اعلنت القوات الأميركية قتله في قصف جوي في أيار (مايو) 2007، وهشام الغريري من جنوب بغداد (مثلث الموت) وحامد داوود خليل الزاوي، الضابط السابق في الشرطة، وعبدالله رشيد صالح البغدادي، أحد أعضاء الجماعة السلفية في العراق منذ ثمانينات القرن الماضي. وكانت القوات الأميركية اعلنت عام 2007 ان البغدادي اسم وهمي الهدف منه التغطية على نشاطات تنظيم «القاعدة» في العراق بإسباغ مسحة عراقية على قيادة التنظيم. و «دولة العراق الاسلامية» ائتلاف لمجموعات سنية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» يتزعمها البغدادي. وأعلنت مجموعته مسؤوليتها عن هجمات، منها التفجير الانتحاري الذي استهدف البرلمان العراقي في 13 نيسان (ابريل) الماضي وأسفر عن مقتل نائب، وتفجيرات انتحارية وأعمال خطف وقتل بينها إعدام عشرين شرطياً في 17 نيسان بعدما رفضت الحكومة العراقية التجاوب مع مطالبها.