يشكو الأصم ناصر الهزاني (34عاماً) من عدم قدرته على متابعة البرامج التلفزيونية وآخر الأخبار في القناة الأولى السعودية، فالمربع الصغير الذي يظهر في زاوية الشاشة لا يوضح الترجمة للأصم، إذ يجد بعضهم صعوبة في متابعته. في حين لا يدرك المسؤولون في القناة ذاتها أهمية متابعة الصم الذين يتجاوز عددهم 88 ألف أصم في السعودية للبرامج التلفزيونية. ويضطر الهزاني وزملاؤه للحديث بالجوال بواسطة «المكالمة المرئية» مع أحد المترجمين لترجمة بعض البرامج غير مفهومة الترجمة، فضلاً عن كونهم لا يعلمون ما يدور حولهم من الأخبار وأحداث جلسة مجلس الشورى وخطب يوم الجمعة. وفي الوقت الذي يحتفل فيه الصم بأسبوع الأصم العربي ال34 بشعار: «نحو تحقيق الأمن الإنساني للصم» من دون وجود تغطية إعلامية له، في دليل واضح على تهميش المجتمع لهذه الفئة، التي تواجه صعوبة في إيجاد مترجم عند ذهابها للمحكمة، أو وزارة الصحة، أو تعرض أحد أفرادها إلى موقف مع الشرطة. يقول الهزاني: «عدد المترجمين المتعاونين مع الصم في الرياض خمسة فقط، يخرجون من أعمالهم لمرافقتنا في أية دائرة حكومية لتسهيل مهامنا، ونحن نطالب بوجود مترجم لغة إشارة في كل جهة حكومية». ويضيف: «لم أجد الدعم من القطاع الخاص في دعم مواهبنا، إذ قدمت تجارب من تصاميم «الديزاين» كتب وبروشورات وشعارات ولم أجد أي اهتمام لما أقدمه، على رغم أن نادي الصم في الخرج كافأني بتصميم شعار النادي وحصلت على شهادة شكر». ويتابع: «بدأت في التصميم منذ أربع أعوام، واستوحيت من تجارب سابقة للمصممين وشكلت لنفسي أسلوباً مناسباً من الألوان إلى رسم الشعار إضافة إلى تطويري بعض التصاميم وسبق أن قمت بتطوير شعار وزارة الشؤون الاجتماعية؛ وكافأتني، وأتابع حالياً مع الوزارة لتصميمي بطاقات الضمان المختلفة الفئات بالتعاون مع شركة الراجحي المصرفية». وسألت «الحياة» مدير القناة الأولى السعودية سليمان الحمود حول إمكان تعديل مربع ظهور مترجم «لغة الإشارة» ليظهر بشكل أكبر، وعن إمكان وجود برنامج خاص بالصم، فأكد وجود برنامج «أبناء في القلوب» الموجه إلى جميع ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال: «تبلغ القنوات العربية 480 قناة تقريباً، ولم نجد سوى قناتين أو واحدة تقدم للصم خدمة الترجمة، ومن الصعب ظهور المترجم على الشاشة في وقت كبير، لأنها كارثة». وأضاف: «توفير الخدمة لمدة طويلة وبشكل كبير على الشاشة يسبب مشكلة لنا، وبالنسبة إلى الأخبار ومجلس الشورى فلا نترجمها، لكننا نترجم بعض المواد التوجيهية والأمنية والأسرية، إضافة إلى أن التلفزيون لا يحتوي على مترجمين رسميين، فكل من يتعامل معهم التلفزيون متعاونون»، مشيراً إلى أن الانترنت نافذة جيدة جداً للصم لحصولهم على المعلومة التي يريدون.وأوضح الهزاني أن عدد المترجمين المميزين بشهادة الصم في الرياض لا يتجاوزون 5، وبالنسبة إلى مكافآت وزارة الإعلام فهي 300 ريال، أما في المحكمة وداخل الجلسة فهي 100 ريال، ولم يخبرنا بها أحد البتة، وكان من المفترض أن توظف المحكمة مترجم «لغة إشارة»، وغالباً ما يترجمون بقصد العمل الخيري فقط». وأضاف: «نحن نعاني من إدارة أعمالنا فهم لا يسمحون بخروجنا من العمل ولهم الحق في منعنا، ولكن من المفترض من وزارة التربية والتعليم التي يتبع لها غالبية المترجمين أن يكون للمترجم صلاحية الخروج في حال طلب الأصم له».