دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون إلى عقد جولة جديدة من الحوار في مدينة الصخيرات المغربية الإثنين المقبل، وذلك «في أعقاب مشاورات مكثفة مع الأطراف الليبية المعنية والشركاء الدوليين»، كما أعلنت بعثة الأممالمتحدة في بيان امس. ونقل البيان عن ليون تأكيده أن «تقدماً كبيراً تحقق في إطار عملية الحوار»، وحضه «الأطراف الرئيسية على مضاعفة جهودها والاستمرار في العمل معاً لتضييق فجوة الخلافات القائمة والتوصل إلى أرضية مشتركة يمكن أن تشكّل الأساس لتسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا». وفي حين أقر ليون بأنه «لا يزال لدى بعض الأطراف تحفظات عمّا إنجز لغاية الآن»، اعتبر ان «من المهم لكل الأطراف الاستمرار في العمل على معالجة وتسوية المسائل العالقة في شكل مشترك في إطار عملية الحوار». وأكد ليون أن «أي تسوية سياسية نهائية سوف تشمل كذلك ضمانات لطمأنة مختلف الأطراف» بخصوص المسائل العالقة. يأتي ذلك في وقت توقفت الحملة التي تشنها القوات التي يقودها الفريق خليفة حفتر في بنغازي، وذلك بعد مرور 16 شهراً من صراع بلا طائل بين هذه القوات التي تتبع السلطات المعترف بها دولياً والمقاتلين الإسلاميين الذين ينشرون قناصة مختبئين في مناطق سكنية يصعب ضربها بأسلحة ثقيلة. ونقلت وكالة «رويترز» عن ميلود الزوي الناطق باسم القوات الخاصة التابعة لحفتر، إن 25 جندياً قتلوا وأصيب 35 آخرون في بنغازي في تموز (يوليو) وحده. وأشارت «رويترز» الى ان الجنود المنضوين تحت لواء حفتر «كانوا يأملون بنصر سريع بعدما حمل بعض السكان السلاح وانضموا إليهم» لكن ذلك لم يحصل وباتت الخسائر البشرية بالغة نظراً الى «افتقار الجيش إلى التدريب والسلاح اللازمين لحرب الشوارع». وقال خبير المتفجرات طارق السعيطي ل «رويترز» ان «المجموعات الإرهابية تستخدم أحدث الطرق في تفخيخ المنازل والشوارع والسيارات». وأضاف: «خسرنا جنوداً بسبب هذه التفخيخات المحترفة». ويقول حفتر إنه يسيطر على 90 في المئة من بنغازي، لكن مقاتلي «مجلس شورى الثوار» يتحصن في المنطقة المركزية حول الميناء وفي عدد من المناطق الأخرى، في حين ان مرفأ بنغازي ومطارها مغلقان. في غضون ذلك، تجتاج كل المدن الليبية تقريباً أزمة دقيق، إضافة الى نقص في المحروقات (البنزين والغاز)، وأزمة كهرباء ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وتتزايد هذه الأزمة يوماً بعد يوم من دون الوصول إلى حلول جذرية تنقذ المواطنين من تبعاتها. وعزا خبراء هذه الأزمات الى أسباب عدة في مقدمها الفساد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في حكومة الإنقاذ في طرابلس قولها إن ليبيا «ستستورد الكهرباء من مصر وتونس وتستأجر مولدات في ظل ما تعانيه نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في مدنها الرئيسة». وأجبرت انقطاعات الكهرباء التي وصلت إلى 18 ساعة يومياً في العاصمة طرابلس، أكبر شركة لصناعة الصلب في البلاد إلى وقف الإنتاج فضلاً عن توقف عشرات المخابز ومحطات البنزين. والانقطاعات أسوأ في الشرق حيث حصلت مدينة بنغازي على الكهرباء في شكل متقطع فحسب في الأيام القليلة الماضية وهو ما يوقف شبكة الهاتف المحمول معظم فترات اليوم. وقال رئيس حكومة الإنقاذ غير المعترف بها دولياً خليفة الغويل في مؤتمر صحافي الثلثاء أن ليبيا ستحصل على 250 ميغاوات من الكهرباء من تونس وعلى 75 ميغاوات من مصر. وأضاف الغويل إن حكومته استأجرت مولدات قدرتها 240 ميغاوات، مضيفاً أن إغلاق الشركة الليبية للحديد والصلب سيوفر 100 ميغاوات من المقرر توجيهها في شبكة طرابلس. وأشار إلى خطط لإعادة تشغيل محطة كهرباء السرير هذا الأسبوع لكنه لم يذكر كيف سيجري تمويل الإمدادات القادمة من مصر وتونس في ظل توقف المصرف المركزي عن الصرف.