بروكسيل، بنغازي – رويترز – بدأت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس تحقيقاتها في خطف أربعة إيطاليين يعملون في منشأة للغاز غرب ليبيا خلال توجههم الى عملهم آتين من تونس بعد عطلة العيد. وأكدت الخارجية الإيطالية الخطف من دون أن تتوافر تفاصيل عن دوافعه. وأبلغ «الحياة» محمد الحراري، أن المخطوفين الأربعة عاملون في شركة «بوناتي» للخدمات النفطية المتعاقدة مع منشأة «مليتة للغاز»، ودخلوا من تونس بسيارة مع سائقهم الليبي، ولدى وصولهم منطقة مفرق الطويلة، اعترضهم مسلحون واقتادوهم إلى وجهة مجهولة. وأفرج عن السائق الليبي، الذي أفاد لاحقاً بأنه لم يتعرف إلى الخاطفين. وقال ل «الحياة» الناطق باسم الغرفة الأمنية في مدينة زوارة حافظ معمر، إن الحادث حصل ليل اول من امس (الأحد) في منطقة زليطن غرب المدينة، وإن الخاطفين كانوا ملثمين. وتوقعت مصادر أمنية في طرابلس أن تكون للحادث علاقة بطلب فدية، وأكدت أن التحقيقات جارية لمعرفة الخاطفين، من دون أن تؤكد حصول اتصال في هذا الشأن مع إدارة مجمع مليتة، كون السفارة الإيطالية في طرابلس مقفلة منذ شباط (فبراير) الماضي، نظراً الى تدهور الأوضاع الأمنية. في غضون ذلك، عنفت الاشتباكات في سبها عاصمة الجنوب الليبي أمس، بين مسلحي التبو المتحالفين مع فصيل «الجيش الوطني» بقيادة الفريق خليفة حفتر ومقاتلي الطوراق في المدينة. واتسع نطاق الاشتباكات ليشمل مسلحين من قبيلة القذاذفة متحالفين مع التبو من جهة وقبيلة أولاد سليمان التي تتمتع بنفوذ تاريخي في الجنوب من جهة أخرى، ما يهدد بتمدد القتال إلى مناطق أخرى. وأبلغت «الحياة» مصادر أمنية محلية، أن الاشتباكات التي تركزت في حي الطيوري على المدخل الجنوبي للمدينة، أسفرت عن سقوط 3 قتلى و6 جرحى أمس، فيما طاولت القذائف منازل مواطنين وتصاعدت أعمدة الدخان في المنطقة. وبدا أن تجدد الاشتباكات من جراء خرق التبو، ومن بينهم مرتزقة تشاديون، قراراً بوقف النار أبرم أول من أمس، جاء لقطع الطريق على وساطة وفد من مجلس أعيان وحكماء ليبيا كان مقرراً أن يصل إلى المدينة لصوغ تفاصيل اتفاق نهائي لتثبيت السلم في سبها، بعدما تسبب القتال في نزوح حوالى مئتي عائلة إلى مدارس ومراكز إيواء موقتة. في غضون ذلك، بحث الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس، فرض عقوبات على أطراف الصراع الليبي التي تتقاعس عن الموافقة على اتفاق سلام ترعاه الأممالمتحدة، وذلك بعد أن رفضت سلطات طرابلس توقيع الاتفاق في وقت سابق من الشهر الجاري. ولم يفصح الديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي عن اسم الجماعة التي ستفرض عليها عقوبات، لكنهم قالوا إن الخطط التي تشمل تجميد أرصدة وحظر سفر أفراد، بلغت مراحل متقدمة، وإن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني ناقشتها مع وزراء خارجية الاتحاد ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا- مارغالو للصحافيين: «لا يمكننا الاكتفاء بالجلوس هنا فيما تقع مآس. إذا كان الحوار لا يحقق تقدماً، فإنه يبدو لي من المنطقي فرض عقوبات». وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز: «ينبغي أن نكون مستعدين لتطبيق عقوبات للضغط على أولئك الذين لن يأتوا إلى طاولة التفاوض». على صعيد آخر، قال ناطقون باسم قوات حفتر التي تتبع الحكومة المعترف بها دولياً في طبرق، إن طائرات حربية ليبية أغرقت الأحد سفينة وهاجمت أخرى قرب مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وأضاف الناطقون أن السفينتين حملتا أسلحة ومقاتلين، في حين اتهمت المؤسسة الوطنية للنفط قوات حفتر بضرب ناقلات نفط.