عبّر الفنان أحمد السقا عن ارتياحه الى نجاح مسلسله «ذهاب وعودة» الذي عرض في شهر رمضان الماضي على قناة MBC مصر، محققاً نسبة مشاهدة جيدة وردود أفعال إيجابية، مؤكداً في هذا السياق أن الجمهور دائماً هو مقياس النجاح الحقيقي لأي عمل. وأشار السقا في حواره مع «الحياة» أنه انجذب الى المسلسل بعدما قرأ الرواية، وهي مستوحاة من مجموعة قصص واقعية حدثت قبل نحو ثماني سنوات، وهذه هي نوعية الدراما المفضلة له، كونها خارجة من واقع الحياة. وهو منذ أن قدّم فيلم «تيتو»، يحرص على انتقاء أعمال من الواقع أو مستوحاة من قصص حقيقية تلمس المشاهد وتؤثّر فيه، مضيفاً أن مسلسل «ذهاب وعودة» يمسّ فئة كبيرة من المجتمع ممن يتعرض أولادهم للإختطاف أو الإختفاء لأسباب مجهولة. وأوضح السقا أنه تحمس للمسلسل لكونه منقولاً عن رواية، خصوصا أن التراث الأدبي كثيراً ما ساهم في الإرتقاء بوجدان الجمهور، لذلك عندما عرضت عليه رواية «ذهاب وعودة»، قدمها على الفور. ونفى السقا أن يكون قصد الابتعاد عن «الأكشن»، لكنه يبحث عن التجديد واختيار أدوار غير تقليدية لم يجسدها من قبل، ووجد أن شخصية «خالد» هي الهدف الذي يبحث عنه. وأكد أنه صمم على عدم بدء التصوير حتى ينتهي المؤلف عصام يوسف من كتابة الحلقات كاملة، حتى تكون هناك رؤية كاملة للقصة وأحداثها، كما أجرى تحضيرات عديدة للتجهيز للمسلسل حتى يخرج بشكل قوي. وأوضح أن قيمة المسلسل تكمن في أنه أعاد إلى المجتمع معاني جميلة افتقدت أخيراً في العلاقات الإنسانية بين الأصدقاء والجيران والأقارب والأشقاء وأبناء الوطن الواحد، وقال في هذا الإطار: «استطاع العمل أيضاً أن يلقي الضوء على الإيجابيات داخل المجتمع بدلاً من التركيز على إظهار السلبيات فقط بشكل إنهزامي». وأشار السقا إلى إن «ذهاب وعودة» اتسم بالواقعية واستعرض عدداً من القضايا المهمة مثل التوعية من خطر خطف الأطفال وسرقة أعضائهم البشرية، وأيضاً التأكيد على الوحدة الوطنية المصرية. و أكد أن ثمة تفاهماً أو «كيمياء» بينه وبين المخرج أحمد شفيق، لأنه يستطيع أن يعبّر عما في داخله من أحاسيس عبر رؤيته العميقة في إخراج العمل الدرامي، وظهرت هذه الكيمياء من خلال عملهما معاً قبل نحو عامين، في مسلسل «خطوط حمراء». وأضاف السقا أن شفيق استطاع في مسلسل «ذهاب وعودة» أن يتعامل مع العديد من الجنسيات، اذ ضم العمل العديد من اللغات واللهجات المختلفة مثل الإنكليزية، والسورية، والتركية، والفلسطينية، ما يؤكد تميزه في صناعة دراما قوية وقدرته على دمج كل خيوط العمل وإظهار إمكاناته كمخرج له رؤيته وأدواته المميزة. وأكّد أنّ هذا المسلسل نجح بمجهود كل العاملين فيه. وعن أصعب الأشياء التي واجهته في هذا العمل، قال: «النقاط الصعبة تمثلت في كيفية الحفاظ على الحالة التي تسيطر على «خالد» طوال الأحداث، وألا تهرب مني، أقصد حالة التحدي والأمل والإصرار التي عاشها «خالد» أو الشخصية التي جسدتها بعد خطف ابنه الوحيد «ياسين»، لأنّ هذه الحالة كانت أهم ما في تركيبته النفسية وفي ملامح شخصيته واعتبرتُ أنّ قمة النجاح كانت حينما وجدت الجمهور يصدق مشاعر خالد تجاه ابنه المخطوف، ويتعاطف مع مجريات الأحداث بشكل مذهل». ولفت إلى أنّ اسم «ياسين» (الطفل المخطوف في المسلسل) هو نفسه اسم نجله في الواقع، وهذا أفاده كثيراً في تقمص الدور، لكنّ الاسم اختاره سيناريست العمل وليس هو. وشدّد السقا على أن مشاركته في دراما رمضان المقبل تتوقف على وجود نص جيد يقدمه، خصوصاً أن العمل التلفزيوني لا بد من أن يكون متميزاً من الجوانب كافة وهو يبحث عن الكيف وليس الكمّ ويريد التواجد دائماً في عمل قوى يضيف إلى رصيده الفني.