لا تقف الإعاقات الجسدية عائقاً أمام ممارسة عدد كبير من الأشخاص المعوقين هواياتهم الرياضة، بل أن عدداً كبيراً منهم احترف الرياضة وأحرز ميداليات في سباقات محلية وعالمية. وتساعد الرياضة المعوّقين على اكتساب الثقة بأنفسهم، وتقوّي لديهم مقومات الإرادة والعزيمة، كما تشكل هدفاً يستطيعون من خلاله تجاوز المصاعب وتحدي الضغوط والإرتقاء إلى أفضل المستويات، وتحقيق نتائج وإنجازات مهمة. وقال عضو مجلس دبي الرياضي، أمين سر اتحاد الإمارات لرياضة المعوّقين، ماجد العصيمي: «ساعدتني الرياضة على تجاوز حاجز نفسي كبير، لا سيما عند إحرازي أول ميدالية في بريطانيا، حيث عززت من ثقتي بنفسي، وأصبحت أكثر أملا وإصرارا على رفع راية بلدي في الخارج، والمطالبة بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك من خلال استخدامنا للرياضة كبوابة للوصول إلى تلك الحقوق». وأضاف العصيمي: «بفضل مساعدة المسؤولين وثقتهم ودعمهم، تحوّلت رياضة المعوقين إلى بوابة لإثبات الذات ولإيصال رسالة للناس وللمسؤولين، بأننا نستطيع أن نكون سفراء لبلدنا وأن نمارس الرياضة وأن ننافس ونحقق إنجازات عالمية. لكن، حين تحقق هذا الإنجاز كان هناك الكثير من النواقص في المجتمع، فالبيئة المؤهلة هي إحدى الأشياء الأساسية لأي فرد للتنقل، سواء كان معوقاً أو غير معوّق. ولا شك بأن العمل يجري حالياً على تذليل العوائق، ما يتيح للشباب والشابات من ذوي الإعاقة أن يمارسوا دورهم ونشاطهم في المجتمع». وتضمن أولمبياد المعوّقين الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن عشرين لعبة رياضية، جرى تقسيم المشاركين فيها وفق نظام معقد لتحدي الإعاقات لدى اللاعبين واللاعبات، وذلك تمهيداً لتحديد أهليتهم للمشاركة في الأنواع المختلفة للمنافسات، بخاصة في رياضات كألعاب القوى. وكانت «الذهبية الأولى» من نصيب الصين في منافسات الرماية للسيدات، وأحرزتها تشانغ كيوبينغ في الرماية ببندقية ضغط الهواء لمسافة عشرة أمتار. أما أول ميدالية عربية، فكانت «برونزية» المصري طه عبدالمجيد في رفع الأثقال بوزن ثمانية وأربعين كيلو غراماً، تلتها «برونزية» الجزائري مولود نورا في الجودو وزن ستين كيلو غراماً. وقال مراقبون إن أولمبياد المعوّقين هو الأكبر من نوعه في تاريخ هذه الألعاب، حيث شارك فيه أكثر من أربعة آلاف رياضي يمثلون 160 دولة.