ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني أن الفتاة البريطانية المسلمة التي أقنعت ثلاثة من أقرانها بالذهاب إلى سورية للقتال في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، قد تكون تشربت بأفكاراً متطرفة عبر تجمع نسوي يتخذ من أكبر مساجد البلاد مقراً له. وكانت شارمينا بيغوم (15 سنة) التي تعد أحدى أصغر الفتيات البريطانيات المنضمات إلى صفوف «داعش»، غادرت بيتها في شرق لندن متوجهة إلى سورية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتمكنت من إقناع ثلاثة من صديقاتها بالإنضمام إليها، ما أدى إلى انطلاق بحث دولي لإنقاذهن. ونقل «ديلي ميل» عن بعض أفراد عائلة بيغوم اعتقادهم بأن نساءً ضالات ينتمين إلى تجمع «مؤتمر الأخوات» أو «مسلمات» والذي يعد الجناح النسوي من منظمة «المؤتمر الإسلامي في أوروبا» التي تتخذ من «مسجد شرق لندن» مقراً لها، نصحوها بالسفر إلى سورية، فيما نفت المنظمة تلك الاتهامات. وأشار إلى أن المنظمة كانت أثارت الشكوك حولها على خلفية الاتهامات الموجهة إلى أحد مؤسسيها بقتل 18 شخصاً إضافة إلى جرائم حرب أخرى في بلده الأم بنغلاديش. ونقل الموقع عن عم الفتاة قوله إنه متاكد بدرجة «500 في المئة من أن بيغوم تطرّفت في جامع شرق لندن، حيث كانت تقضي جل وقتها بعد المدرسة»، مضيفاً «أنهم اخبروها إنها في حال ذهبت إلى سورية، فإنها ستذهب إلى الجنة، حيث ستلتقي بوالدتها» التي توفيت في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي عن عمر 33 سنة نتيجة مرض سرطان الرئة. وأكد «ديلي ميل» أن والد الفتاة أخبر الشرطة بأن أبنته «تغيرت بعد وفاة والدتها»، مشيراً إلى أنها بدأت بالذهاب إلى الجامع بانتظام وارتدت الحجاب، موضحاً أنه اعتقد بأن اهتمامها بالإسلام كان طريقة لمساعدتها في التاقلم مع فقدان أمها. وقال أحد أصدقاء العائلة إن بيغوم اتصلت بوالدها من سورية لتخبره بأنها في حال قتلت، فانها ستذهب إلى أمها. وأشار الموقع إلى تحقيق أجرته قناة إلكترونية للأخبار «فايس نيوز» والذي أكد أن بيغوم كانت مصممة على الذهاب إلى سورية، وأقنعت صديقاتها الثلاث في المدرسة من دون علم اساتذتهم وأولياء أمورهم بمرافقتها. ونقل الموقع عن عم بيغوم قوله إن الفتيات حضرن لقاءات عدة لتجمع «مسلمات» برفقة بيغوم. وأوضح «ديلي ميل» أن الفتيات كن جميعاً في المرحلة الدراسية ذاتها في «أكاديمية بيثنال غرين» وهي مدرسة نموذجية مختلطة تضم ثقافات مختلفة. وأكد أنه يعتقد بأن الفتيات يتواجدن في الرقة التي تعد العاصمة الفعلية لتنظيم «داعش»، وأنهن تزوجن من مقاتلين هناك. وأوضحت عوائل الفتيات أن بناتهن ذهبن إلى المسجد للصلاة، نافين في الوقت نفسه علمهن بارتباط الفتيات بتجمع «مسلمات»، مؤكدين أن «المسجد له باع طويل في إدانة التطرف. هذا امر معروف في جاليتنا (المسلمة)». ونفى «مسجد شرق لندن» في تصريح قيامه بأي دور لحمل الفتيات على التطرف، مؤكداً أن «المسجد في تصريحاته كافة دان داعش وحذر الناس من السفر إلى سورية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الآلاف من الناس ياتون إلى المسجد، لذا إنه من الممكن جداً قدوم الفتيات إليه».