شهد مطلع الأسبوع الجاري، بدء العد التنازلي لأداء الاختبارات النهائية. وشرعت بعض الأسر في فرض قيود على الأبناء، أبرزها حظر التجول، فيما كان لبعض الأسر رأي مغاير، يتمثل في «توفير جو مناسب للأبناء، بعيداً عن الضغوط النفسية». يقول خالد سعيد، وهو أب لخمسة أبناء، ثلاثة منهم يدرسون في المرحلتين المتوسطة والثانوية: «اعتاد أبنائي على عدم الخروج من المنزل خلال فترة الاختبارات، فقد أصبحوا يعلمون أن من ضمن ضوابط هذه الفترة عدم الخروج من المنزل، إلا صباحاً للمدرسة، ولم يكن هذا القرار حصراً على الفتيات فقط، بل شمل الأولاد أيضاً. كما يشمل والدتهم، التي لا تطلب الخروج من المنزل إلا للضروريات الملحة، ما جعل أبنائي يطلقون على فترة الاختبارات «مرحلة الطوارئ». أما أبناء حسن العلي، فيطلقون على هذه الاختبارات «فترة الممنوع». ولكنه ينفي ممارسته عليهم أي نوع من أنواع الضغط. ويقول: «ما أقوم به لصالحهم، فمشاهدة التلفزيون من الممنوعات. كما أقوم بسحب أجهزة الكمبيوتر والهاتف الجوال، كي لا ينشغلوا بها عن المذاكرة». إلا أن ابنه محمد، يقول: «لا نسمع هذه الأيام إلا كلمة «ذاكروا». وغالباً من ينظرون إلى الدرجات، إن كانت ناقصة، ولا يثنون على الجهد الذي بذلناه طوال السنة، ويؤمنون بأن هذه هي قدراتنا». ويرفض عبدالله المحسن، فكرة فرض القيود، ووضع الممنوعات. ويقول: «إن ما يهم هو مدى تحصيل الطلبة طوال العام، فعلى الأسرة أن تتابع أبنائها طوال أيام الدراسة، من دون التركيز على الاختبارات، فالمذاكرة المنتظمة أثناء الاختبارات الشهرية، تطمئن الأسرة إلى مستوى الأبناء الدراسي، فتمر فترة الاختبارات في شكل طبيعي، من دون الشعور بالضغط على الطالب وأسرته». وفيما تمارس بعض الأسر الضغط على الأبناء في الجانب الآخر، يتحدث طلاب وطالبات عن معاناتهم. ولكن في شكل مختلف. وتقول فاطمة: «والداي لا يهتمان لأمر الدراسة، وأعتقد أنهم يجهلان المرحلة الدراسية التي ندرس فيها، مع العلم بأنهما يعرفان القراءة والكتابة. ولكن ليس في شكل جيد، ولكنهم لا يعيرون التعليم أي اهتمام. ولكن هذا ينعكس علي في شكل ايجابي، ويكون دافعاً كبيراً لي، لأن أقف جنباً إلى جنب في صفوف الطالبات المتفوقات، على رغم عدم وجود من يهتم بي أو يشجعني». وبخلاف فاطمة، يجد بشير من يدفعه للمذاكرة، وهو شقيقه الأكبر الذي يشير إليه بقوله «ينهال علي بوابل من الشتائم، إن لم يجد كتاباً في يدي أيام الاختبارات، فالمهم أن أنجح، ولا يتهم ما إذا كانت الدرجات مرتفعة أم لا. ويبرر تصرفه هذا بأنه لا يريدني أن أصبح مثله، فهو لم يكمل حتى المرحلة المتوسطة».