اقترب مقاتلو «جيش الفتح» المعارض اكثر من خطوط دفاع القوات النظامية السورية في ريفي اللاذقية وحماة وهناك أنباء عن انسحاب القوات النظامية إلى حوالى 30 كيلومتراً إلى القرى العلوية غرب البلاد، بالتزامن مع حصول «انفجار غامض» في اكبر مستودع للذخيرة ومصنع ل «البراميل المتفجرة» في حلب شمالاً. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه «لا يمكن أن يكون أي تعايش مع نظام الأسد رعم ضعفه». (للمزيد) وجاء تقدم مقاتلي «جيش الفتح» الذي يضم سبعة فصائل اسلامية بينها «جبهة النصرة» بعد يومين من اعلان الرئيس بشار الأسد ان الجيش النظامي «يعاني نقص الطاقة البشرية» ونقل عناصره الى «مناطق نتمسك بها» وسط تجاهله الحديث عن الغارات التركية ضد عناصر «داعش» في الشمال والحديث عن مناطق آمنة فيه. وفي شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، تحدث قيادي في «جيش الفتح» قدم نفسه باسم ابو همام، قائلاً انه تم «تحرير اكثر من ثلاثين كيلومتراً» في المنطقة، مشيراً الى «انسحاب جيش الأسد» الى القرى العلوية في محافظة اللاذقية. وأفادت وكالة «رويترز» بأن «مقاتلي المعارضة شنّوا هجوماً كبيراً على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في ريف ادلب، في محاولة للتقدّم نحو منطقة ساحلية ذات أهمية حيوية بالنسبة الى السيطرة على غرب سورية». ووصف مصدر عسكري سوري الهجوم، بأنه «كبير وواسع النطاق». ويسعى مقاتلو المعارضة الى الزحف إلى سهل الغاب، وهي منطقة مهمة للدفاع عن المرتفعات الساحلية التي تمثّل معقل الطائفة العلوية. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الفصائل الإسلامية تمكنت من السيطرة على 20 حاجزاً وقرية موالية للنظام، لافتاً الى ان مقاتلات يعتقد انها تابعة للتحالف الدولي - العربي قصفت منطقة كفر هند الواقعة في جنوب مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي قتلت شخصاً من «جبهة النصرة» ومدنيين كانوا قرب السيارة التي استهدفت. وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس، بأن «انفجارات هائلة وقعت في المستودعات الخاصة بمعامل وزارة الدفاع الرئيسة لقوات النظام في منطقة السفيرة في ريف حلب الجنوبي، بعد قصفها بصاروخين من طيران مجهول الهوية»، مضيفاً أن التفجير «أدى الى حالة من الذعر في صفوف قوات النظام المتمركزة في قرية عقربة المجاورة ولاذوا بالفرار في شكل عشوائي إلى خطوط التماس مع كتائب الثوار». في الشرق، تمكنت قوات النظام و»وحدات حماية الشعب» الكردية من طرد تنظيم «داعش» من الحسكة، فيما قال التنظيم ان عناصره انسحبوا في «شكل كامل من أحياء مدينة الحسكة بعد تدخل طيران التحالف الدولي وشنه 270 ضربة لمصلحة الطرفين» اللذين كانا يقاتلانه في المدينة. سياسياً، قال هولاند في نادي مراسلي الصحافة في الرئاسة الفرنسية: «لا يمكن أن يكون هناك أي تساهل مع نظام الأسد، وكونه أصبح أضعف لا يعني أنه أصبح ممكناً التعايش معه. فهو مستمر في ارتكاب المجازر وإلقاء القنابل على شعبه وقصفه أينما كان. لكن يمكن البحث عن حل سياسي. وهنا ينطبق ما قلته عن إيران (دعوته إياها إلى المساهمة في الحلول لأزمات المنطقة) وما أعرفه عن إرادة روسيا والآن تركيا. بإمكانها المساهمة في البحث في إيجاد حل انتقالي في سورية. هل يمكن لفرنسا ان تتدخل عسكرياً؟ من الصعب التدخل العسكري في بلد لا يطلب منا ذلك، وهو ممزق ومنقسم. حتى الآن اعتبرنا ان افضل الحلول في مواجهة داعش في سورية هو دعم المعارضة السورية الديموقراطية والأكثر اعتدالاً، على الأرض، إلا أن القصف بالقنابل احياناً مفيد كما في العراق، لكننا لم نقرر ذلك». وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون ان المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا «يسعى الى جعل محاربة الإرهاب عنواناً يجمع النظام والمعارضة في سورية للعمل معاً في مواجهة تنظيم داعش، كإحدى النقاط في مقترح ينتظر أن يقدمه الى مجلس الأمن اليوم حول رؤيته لخيارات الحل السياسي» بما يتضمن «خطة لتسهيل تطبيق بيان جنيف تقوم على إنشاء مجموعات عمل مشتركة بين الحكومة والمعارضة المعتدلة». وأوضحت مصادر أن «محاربة الإرهاب ستكون واحدة من العناوين التي ستتولى اللجان المشتركة بحثها، إضافة الى الحوار الوطني والوضع الإنساني وعمل المؤسسات» السورية. وتوقعت ان «يبحث المجلس مشروع بيان يؤكد دعم مهمة دي مستورا ويدعو الأطراف السوريين الى التجاوب معه»، لافتا الى انه «كان عمل على إيجاد نقاط مشتركة يمكن الأطراف السوريين أن يعملوا عليها، بدعم إقليمي ودولي بناء على بيان جنيف».