قصف سلاح الجو السوري مقارَّ لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بالقرب من الحدود مع العراق الذي يشهد منذ أسبوع تمدداً لهذا التنظيم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن «الطيران الحربي يقوم منذ يوم السبت، بقصف مقار تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وبخاصة مدينة الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)» المتاخمة للعراق. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «بأنها المرة الأولى التي يكون القصف فيها عنيفاً بهذا الشكل». وعزا المرصد أسباب القصف لكون الدولة الإسلامية «تمكنت من إدخال أسلحة ثقيلة إلى سوريا، وبخاصة الدبابات وسيارات الهمر (الأمريكية)» التي تركها الجيش العراقي وراءه. ففي الرقة، قام سلاح الطيران، بقصف منطقة مبنى المحافظة، التي يتخذها التنظيم كمقر رئيسي، ومبنى المحكمة الشرعية وقصر الضيافة دون ان ترد معلومات عن خسائر بشرية. واضاف المرصد ان الطيران الحربي شن غارات على مقار لداعش في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي. قال «المرصد»: إن الغارات السورية تمت «بالتنسيق مع السلطات العراقية» التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في العراق ورأى مدير المرصد ان هذه الغارات تمت «بالتنسيق مع السلطات العراقية» التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد لاسيما الموصل. ويقول الخبراء: ان تنظيم داعش يسعى في سوريا الى اقامة «دولته» في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا الى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق. وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا وبينها جبهة النصرة منذ كانون الثاني/يناير معارك ضارية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) بمقتل اكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين. وفي تطور آخر، أعلن نظام بشار الأسد أن قواته استعادت السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية (غرب) بعد اسابيع من سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية ارمنية، بحسب بيان عسكري. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على المدينة في نهاية اذار/مارس، ما أجبر معظم سكانها على النزوح عن منازلهم بسبب المعارك قبل ان يتم الاعلان السبت عن انسحاب غالبيتهم منها أمام تقدم القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «القوات النظامية دخلت الى مدينة كسب وتقدمت فيها دون ان تسيطر عليها بالكامل» مشيراً إلى أن «اشتباكات ما تزال تدور فيها» عقب انسحاب غالبية مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية الليلة الماضية منها. وأشار إلى أن انسحاب أغلبية مقاتلي المعارضة جاء بعد «أن تمكنت عناصر من حزب الله اللبناني (الذي يساند الجيش في عملياته) من الاستحواذ على عدد من التلال المحيطة بمدينة كسب» لافتاً إلى أن ذلك «من شأنه وضع المقاتلين بمرمى الجيش وعناصر الحزب». وأوضح عبد الرحمن أن «المقاتلين فضلوا الانسحاب على ان تتم محاصرتهم» من قبل القوات النظامية كما حدث مع بقية المقاتلين في معاقل المعارضة» لافتا الى «نقص في الامداد لدى مقاتلي المعارضة وتقدم عناصر حزب الله وعناصر النخبة الذين يتمتعون بخبرة كبيرة». وبلدة كسب تعتبر استراتيجية لوقوعها قرب المعبر الوحيد مع تركيا في محافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الأسد، والذي يقوم المقاتلون عبره بنقل جرحاهم لإسعافهم في تركيا، حليفة المعارضة. وفي وسط البلاد، ذكرت وكالة أنباء النظام السوري، أن قواته أعادت الأمن والاستقرار الى قرية أم شرشوح والمزارع المحيطة بها بريف حمص بعد القضاء على المجموعات الارهابية المسلحة فيها». وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص (وسط)، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق اخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.