تراجعت أسعار النفط للجلسة الخامسة على التوالي أمس، لتصل إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر، مع هبوط الأسهم الصينية الذي ألقى بمزيد من الشك على آفاق الطلب على الخام في أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم. وخسر المؤشر الرئيس للأسهم الصينية الذي تبلغ قيمته السوقية 4.6 تريليون دولار عشرة في المئة في آخر يومين للتداول. وترتبط غالبية ديون المستهلكين بالعقارات وليس بسوق الأسهم، لكن مع صعوبة بقاء النمو الاقتصادي الصيني عند سبعة في المئة، يقول المحللون إن الطلب على الخام قد لا يكون كافياً للمساهمة في التخلص من تخمة المعروض العالمي. ونزل سعر خام «برنت» 78 سنتاً إلى 52.69 دولار للبرميل بعدما بلغ أدنى سعر له في الجلسة عند 52.28 دولار للبرميل وهو أقل مستوياته منذ أوائل شباط (فبراير) لتصل خسائره من بداية تموز (يوليو) إلى نحو 18 في المئة. واتجه «برنت» إلى تسجيل أطول موجة خسائر يومية منذ آذار (مارس) حين كان سعره يبتعد دولاراً فقط عن أدنى مستوياته في ست سنوات. وانخفض سعر الخام الأميركي 36 سنتاً إلى 47.03 دولار للبرميل، بعدما أنهى الجلسة السابقة متراجعاً 75 سنتاً. ويترقب المستثمرون البيانات الأسبوعية للمخزونات الأميركية لتقييم قوة الطلب. وقال المدير المالي لشركة «بي بي» بريان غلفاري خلال مؤتمر صحافي، إن من المتوقع أن تبقى أسعار النفط ضعيفة في الأجلين المتوسط والقصير. وهبطت أسعار النفط إلى النصف خلال السنة الأخيرة بسبب تخمة المعروض العالمي. وزادت الضغوط على أسعار الخام في الأسابيع الأخيرة بسبب احتمال زيادة المعروض من إيران فور رفع العقوبات الغربية عنها. وقال غلفاري: «لم نر الأثر الكامل بعد» في إشارة إلى زيادة الصادرات الإيرانية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بوب دادلي إن تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وزيادة إنتاج الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وارتفاع إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط، كلها عوامل جعلت الصورة أكثر قتامة. وأشار إلى أن سعر النفط الذي يحقق نقطة التعادل بين إيرادات ونفقات الشركة يتراوح بين 60 و65 دولاراً للبرميل. وأعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية ترسية أربع حزم من مناقصات مشروع مصفاة الزور التي تعتزم تشييدها وذلك بإجمالي 3.483 بليون دينار (11.506 بليون دولار). ونقلت وكالة «كونا» عن الناطق باسم الشركة خالد العسعوسي قوله إن الحزمة الأولى الخاصة بوحدات التصنيع الرئيسية جرت ترسيتها على تحالف مكون من شركات «تكنيكاس ريونيداس» و «سينوبك» و «هانوا للإنشاءات» بمبلغ 1.283 بليون دينار وبموجب عقد مدته 45 شهراً. وأضاف أن الحزمتين الثانية والثالثة الخاصتين بالوحدات المساندة وخدمات البنية التحتية جرت ترسيتهما على تحالف من شركات «دايو للهندسة والإنشاءات» و «هيونداي للصناعات الثقيلة» و «فلور ليمتد» بمبلغ 1.745 بليون دينار وبموجب عقد مدته 45 شهراً. وأضاف أن الحزمة الخامسة الخاصة بمرافق التصدير البحري جرت ترسيتها على تحالف من شركات «هيونداي للهندسة والمقاولات» و «اس كيه للهندسة والمقاولات» و «جي في» و «سايبم» بمبلغ 454.26 مليون دينار وبموجب عقد مدته 45 شهراً. وتوقع العسعوسي ترسية الحزمة الرابعة من المشروع خلال الأسبوعين المقبلين، موضحاً أن فرق عمل متخصصة تضم ممثلين لدوائر عديدة في «البترول الوطنية» ومصافيها الثلاث «عملت في شكل متواصل على درس العطاءات وتقييمها وقدمت توصياتها إلى اللجان المختصة». وقال إن موافقة لجنة المناقصات المركزية الحكومية على ترسية الحزم الأربع تعتبر «خطوة مهمة» نحو المضي قدماً في تنفيذ المشروع الذي سيرفع الطاقة التكريرية الإجمالية لمصافي البلاد نحو 615 ألف برميل يومياً متوقعاً توقيع كل العقود الخاصة بمشروع مصفاة الزور أوائل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال إن مشروع مصفاة الزور الجديدة يعد أكبر مشروع لبناء مصفاة جديدة لتكرير النفط في العالم حتى الآن وأحد أهم مشاريع «شركة البترول الوطنية الكويتية» واستراتيجية «مؤسسة البترول الكويتية» الطويلة الأمد لعام 2030 وأحد مشاريع خطة التنمية للبلاد وتصل تكلفته التقديرية المبدئية إلى نحو أربعة بلايين دينار (نحو 14 بليون دولار). وأضاف العسعوسي أن ترسية الحزم الأربع جرت على أساس أقل الأسعار ومطابقة العروض المقدمة للمواصفات المطلوبة ووفق التوصيات التي تقدمت بها الشركة للجنة المناقصات المركزية منتصف تموز الجاري.