طرحت مسرحية «رحلة عرنوق» الكوميدية مشكلة الإسكان وارتفاع سوق العقار في السعودية. وقدمتها فرقة «أرين» على مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام. وتدور أحداث العمل الذي كتبه نهار الضويحي، حول عرنوق الطالب الذي أتم دراسته في الخارج ولدى عودته الى بلده، لم يجد الاهتمام به وباختراعاته التي أنجزها، ما جعل جاره يطرح عليه فكرة الذهاب إلى المريخ بعد أن تم السماح بالسفر إلى هناك واستثمار الأراضي بحكم أنها أرض خصبة. وبعد جمع مبلغ من استثماراته، يذهب بطل المسرحية الى المريخ ويشتري أراضي هناك، ويقرر أن بيعها لسكان كوكب الأرض، بحكم حاجتهم لهذه الأراضي، ما جعله إنساناً جشعاً وغير مبال، بعد تدفق الأموال عليه في شكل غير متوقع. ويشارك في بطولة العمل كل من سلطان المقبالي ونعيم البطاط وإبراهيم العضب وحيدر الدوخي ومهدي الناصر وأحمد العبيد وأحمد النصر ومحمد الجاسم وطلال الجاسم. إدارة الإنتاج لزكريا ومحمد الشايع، والصوت لحسن المريحل، والإضاءة لمحمد المريحل، والأغاني تنفيذ نايف فهد. وساعد في الإخراج حسن المبارك. وأوضح المخرج جميل الشايب أن المسرحية تناقش مشكلة الإسكان وتأثيره في الناس وحياتهم الاجتماعية، مشيراً الى معاناة غالبية الشعب السعودي في الحصول على منزل صغير أو قطعة أرض، في ظل غلاء الأسعار غير المبرر وتحكم رجال الأعمال أو المسؤولين بغالبية الأراضي واستثمارها لمصالحهم. ونوّه بأن المسرحية تطرح في شكل ثانوي معاناة بعض المدرسين مع طلابهم وكذلك معاناة المبتعثين وتخصصاتهم، موضحاً تعمّد الكاتب اختيار اسم المسرحية «عرنوق» الذي لا يحمل أي مدلولات أو معانٍ. وأكد دور المسرح الرئيس والمهم في طرح القضايا الاجتماعية، خصوصاً المسرح الاجتماعي أو ما يعرف ب «التجاري»، مرجعاً السبب إلى أنه يقدم القضية بطابع كوميدي ومحبب، إذ تصل الى الجمهور في شكل أسهل وبالتالي تكون عملية التأثير أسرع. ضرورة الاهتمام الرسمي وشدد الشايب على حاجة المسرح السعودي إلى الاهتمام من القائمين عليه، إضافة إلى الاعتراف به داخلياً قبل الاعتراف به خارجياً. وقال: «نتمنى وجود فنانين حقيقيين مسؤولين عن المسرح السعودي وليس مجرد مناصب». ورأى في حديثه إلى «الحياة» أن أبرز مطالب المسرحيين توافر دور عرض للأعمال المسرحية، مستعرضاً الضرر الذي يلحق بهم لعدم وجود مسارح. وأضاف: «بعضهم يطالب بالدعم المادي، الذي مع قلته، مازال جميع المسرحيين مستمرين في أعمالهم، بينما أطالب بأن يسمح لنا بوضع إعلاناتنا على الأقل في شوارع المنطقة كافة في شكل منظم ولا نجد كلمة «ممنوع» لتعريف الجمهور بهذه الأعمال». وأشار إلى أن الشعب السعودي عموماً لا يعرف المسرح، مستشهداً باستفسار كثير من الجمهور عندما يحضر الأعمال المسرحية يستغرب من وجود الطاقات المسرحية في السعودية. واتّهم وسائل الإعلام ب «قلة الاهتمام بالفنانين المسرحيين» مشيراً إلى معرفة الجمهور بالمسرح الخليجي أكبر من معرفته بالمسرح السعودي، وذلك يعود إلى أن المسرح الخليجي مدعوم إعلامياً، وخصوصاً تلفزيونياً كما أنه متواصل في شكل مستمر، لذلك وصل إلى الناس وكسب معرفتهم وتعاطفهم. وأكد أن القضايا التي يطرحها المسرح الخليجي هي نفسها التي يطرحها المسرح السعودي. وأشاد بكفاءة المسرح السعودي وبالمخرج السعودي، مستدلاً بالجوائز التي يحققها في حال مشاركته في المهرجانات العربية والخليجية.