تمكّن الجيش العراقي من التوغل باتجاه مدينة الرمادي مركز الأنبار، وسيطر على قرى وبلدات محيطة بها، ولكن القوات الأمنية ما زالت تواجه عقدة في التقدم نحو مدينة الفلوجة، فيما خسر تنظيم «داعش» أكبر مصانعه للتفخيخ في المدينة نتيجة قصف للتحالف الدولي استند إلى معلومات استخباراتية من الأهالي. وبعد يوم على إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي أن تحرير الرمادي بات قريباً، قال وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي أمس إن عمليات تحرير الأنبار تجري وفق النسق المرسوم والتوقيتات المحددة. وأضاف العبيدي، الذي زار أمس قطعات عسكرية في محيط الرمادي، أن «تنظيم داعش بات مشلول الحركة داخل محافظة الأنبار بعد إحكام الطوق عليه من قبل القوات الأمنية». وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» إن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب حققت أمس تقدماً مهماً في جبهة الرمادي، وفرضت سيطرتها على منطقة تل مشيهيدة، جنوب شرق المدينة. وأضاف أن قوة مشتركة من الجيش والفرقة الذهبية هاجمت تجمعات ومعاقل ل «داعش» في مباني جامعة الأنبار جنوبالمدينة ما أسفر عن مقتل 18 عنصراً من التنظيم، بينهم انتحاريون كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، مؤكداً أن معارك تطهير الجامعة ستستمر حتى تحريرها. وأوضح أن هذه المنطقة واقعة على تل استراتيجي، وسيتم عليه نصب منصات الصواريخ لقصف معاقل التنظيم في الرمادي، كما سيمنع التنظيم من حرية الحركة في منطقة حصيبة الشرقية التي يسعى «داعش» للسيطرة عليها. وفي مدينة الفلوجة جنوب الرمادي، ما زالت القوات الأمنية والحشد الشعبي تواجه صعوبة بالتقدم، بسبب المكامن والمعارك التي تدور في قضاء الكرمة شمال المدينة والتي يتخذ منها «داعش» خطاً دفاعياً عن الفلوجة. وقال محمد الجميلي، أحد شيوخ الفلوجة والموجود في ناحية العامرية، إن معركة الفلوجة تسير بوتيرة بطيئة لأن القوات الأمنية تعاني من كثرة المكامن وصعوبة التوغل نحو المدينة. وأكد في تصريح ل «الحياة» أن «القوات الأمنية تخوض معارك شرسة مع داعش في قضاء الكرمة حيث المكامن تمنع القوات الأمنية من التقدم، بعد تكبد خسائر في الأرواح بسبب العبوات الناسفة». وأشار الجميلي إلى أن قوات «الحشد الشعبي» التي تقوم بمهمة محاصرة الفلوجة أوقفت عملياتها الهجومية إلى حين إيجاد حل لمشكلة السكان المتبقين داخل المدينة، فيما أصبح الدور الأكبر في معركة الفلوجة للطائرات التابعة للجيش وللتحالف الدولي. وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد أمس أن ضربة جوية ناجحة على الفلوجة أدت إلى تدمير مرفق مهم ل «داعش» يتم فيه تصنيع السيارات المفخخة. وأضافت أن هذا المرفق يمثل رصيداً رئيسياً للتنظيم في إنتاج العديد من السيارات المفخخة التي تعتبر السلاح المفضل لديه. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان تلاه المتحدث باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أن «طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية نوعية استهدفت أكبر معمل لتفخيخ العجلات وسط الفلوجة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل». وأضاف أن «ذلك تم من خلال عمل استخباري عراقي دقيق بالتعاون مع أبناء الفلوجة»، مشيراً إلى أن «المعمل يتكوّن من مجموعة ورش لتفخيخ عشرات العجلات التي يتم تفجيرها ضد أبناء شعبنا العراقي». وتابع قائلاً «إننا نؤكد لأبناء شعبنا في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة داعش أن الأيام المقبلة ستشهد استهداف مقار العصابات الإرهابية ومناطق تجمعهم ومخازن أسلحتهم»، داعياً إياهم إلى «الابتعاد عن تلك الأماكن». وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» التي تشارك في معارك الكرمة، أن قطعات من قواتها وضمن عمليات فجر الكرمة نفذت عملية أمنية في المنطقة أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» وتدمير عجلة تحمل أسلحة أحادية. وأضافت أن قوات من الجيش و «الحشد الشعبي» نفذوا عملية اقتحام استهدفت معاقل «داعش» في مناطق البو عكاش والكناطر في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، مما أسفر عن مقتل 16 عنصراً من التنظيم. إلى ذلك، نفى مجلس محافظة الأنبار أنباء أفادت بتقديمه طلباً إلى الحكومة الاتحادية بتأجيل عملية تحرير الفلوجة وباقي المدن في الأنبار لمدة أسبوع بسبب وجود مفاوضات مع «داعش». وقال المتحدث باسم عيد عماش في بيان أمس إن «ما تناقله بعض من وسائل الإعلام حول تأجيل العمليات والتفاوض مع داعش عار عن الصحة»، وأضاف «نطالب بشدة بالإسراع لتحرير مدن الأنبار وتكثيف العمليات العسكرية والضربات الجوية».