أعيد جثمان المعلم الغريق أحمد الرعوجي أمس من جديد تحت التراب، بعد ساعات من استخراجه من تحته، تم خلالها التأكد من هوية الجثة عبر مطابقة الحمض النووي لها مع والديه. على بعد كيلومترات قليلة من المكان الذي عثر فيه على المفقود، داخل مقبرة الشيخ ابن سعدي في عنيزة بعد الصلاة عليه؛ دفن العروجي، إلا أن خروجه لسطح الأرض لساعات جددت آلاماً كانت مكنونة في صدور أهالي عنيزة قبل ذويه. وشهد تشييع الرعوجي إلى مثواه تواجداً غفيراً من المواطنين، فيما تنافس على دفنه كبار ضباط وأفراد الدفاع المدني الذين ظلوا لأكثر من 160 يوماً يبحثون عنه في أعماق مجرى وادي الرمة، فيما استقبل أقرباؤه العزاء بصدور ممتلئة بالإيمان والقضاء والقدر. واختلطت فرحتهم بالعثور عليه أول من أمس بحزنهم على فراقه، في حين امتلأت جنبات جامع الشيخ محمد العثيمين بالمصلين فيما سبقهم آخرون للمقبرة للمشاركة في دفنه، وحضر زملاؤه في المدرسة الذين بدوا متأثرين بوفاته. وبدفنه، انتهت فصول أطول عملية بحث قادتها فرق الدفاع المدني في عنيزة، إذ تعود عمليات البحث عن المعلم إلى التاسع من نوفمبر حينما حاول قطع مجرى وادي الرمة مع زميله، لكن الأخير رفض مرافقته ونزل من السيارة، في حين تقدم الرعوجي صوب الوادي لتهوي به السيارة داخل المجرى.