شكا مسؤولون عراقيون سّنة وشيوخ عشائر إلى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي التقاهم، ضعف تسليحهم وتهميشهم وتدمير مدنهم في المعارك، وطالبوا بإعطائهم دوراً أكبر في الحرب على الإرهاب، وبمسك الأرض، في وقت بدأ 500 عنصر من مقاتليهم المشاركة في تحرير الأنبار للمرة الأولى، بعدما أكملوا تدريبهم على يد الجيش الأميركي. ووصل كارتر أمس إلى أربيل، حيث التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وأشاد بقوات «البيشمركة» واعتبرها «نموذجاً»... وزاد: «نحاول أن نبني قوة (مثلها) على امتداد أراضي العراق، ويوماً ما في سورية، قادرة على القيام»، بما فعلته القوات الكردية. لكنه شدد على أن دعم الأكراد «لن يتخطى الحكومة المركزية». وكان كارتر عقد اجتماعات مع المسؤولين الأكراد، بعدما التقى في بغداد رئيس الحكومة حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ووزير الدفاع خالد العبيدي. وقالت مصادر موثوق بها ل «الحياة» أمس، إن شيوخ عشائر، من الأنبار والموصل، عقدوا اجتماعاً مع كارتر «اتسم بالصراحة»، وشرحوا معاناة المدن الواقعة تحت سيطرة «داعش»، وأبلغوا الوزير استياءهم من عدم اهتمام القوات الأميركية أو الحكومة بتسليحهم، وتهميشهم وإبعادهم من القرار الأمني في مدنهم». وطالبوا ب «إعطاء أبنائهم دوراً أكبر في المعارك، وبمسك الأرض بعد تحريرها»، مؤكدين أن «الحكومة لا تسلِّح أبناء الأنبار بأسلحة متوسطة وثقيلة، لأنها لا تثق بهم». كما شكوا «التدمير الذي طاول مدنهم بسبب المعارك». وأكد عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة»، انخراط عدد من أبناء العشائر في معارك الأنبار، للمرة الأولى منذ شهور، وهم «يشاركون الجيش والشرطة الاتحادية» في القتال. ولفت إلى أن هناك «توجُّهاً إلى تقسيم الجهد العسكري في الأنبار، حيث يتولى الجيش والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر تحرير الرمادي، بينما يتولى الحشد الشعبي تحرير الفلوجة». وعزا ذلك إلى «عدم رغبة الحشد في مشاركة الجيش، فضلاً عن أنه غير متحمّس للقتال في الرمادي لبُعدها من بغداد». في أربيل نوّه كارتر بقوات «البيشمركة» معتبراً إياها نموذجاً لقتال «داعش». وقال: «نحاول أن نبني قوة على امتداد أراضي العراق، ويوماً ما في سورية، قادرة على القيام» بما فعلته «البيشمركة». (للمزيد). وجاء كلام كارتر بعد لقائه مسعود بارزاني، وأثنى الوزير «على النجاحات الميدانية التي حقّقتها القوات الكردية على الأرض، بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والقوة الجوية للتحالف». وحضر عدد من القادة العسكريين الأكراد اللقاء الذي أتى في إطار زيارة كارتر الأولى للعراق، منذ تسلمه مهماته في شباط (فبراير) الماضي.