رفعت حدة التنافس سعر عباءة نسائية من تصميم أنامل أحسائية، من ثلاثة آلاف ريال، إلى 35 ألف ريال، فيما بيعت أخرى بمبلغ 10 آلاف ريال. ويعود ريع العباءتين ومعروضات أخرى ضمن مهرجان الأزياء التراثية الذي أقيم الأحد الماضي، لمصلحة برنامج «الرعاية المنزلية»، الذي تتبناه جمعية «فتاة الخليج» في الخبر. وشاركت 1500 سيدة، تتقدمهن عقيلة أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز في مهرجان «الأحساء في عيوننا» الذي نظمه مركز «عطاء الخير» واللجنة الصحية في جمعية «فتاة الخليج» لدعم برنامج «الرعاية المنزلية» الذي تمكن من تأهيل 30 فتاة سعودية، بالتعاون مع كلية التمريض في جامعة الملك فيصل، ليجري توظيفهن في المنازل لخدمة ثلاث فئات، هي: الرضع، والمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة. وشهد المهرجان الذي استمر زهاء أربع ساعات، وسط أجواء شعبية تراثية، عرضاً للأزياء الشعبية، نفذته نحو تسع عارضات سعوديات، بهدف «إحياء تراث المنطقة، والعودة إلى أصالتها». وتخلل العرض الإعلان عن مزاد علني لعباءات حساوية، مُطرزة بالخيوط الذهبية، ومحاكة بأنسجة من الحرير، صنعتها يدوياً نساء كبيرات في السن «يدركن تراث المنطقة، ويعرفن ما يعكس ثقافتها، لناحية العادات والتقاليد في المأكولات الشعبية والملابس التراثية». وبلغ سعر العباءة الواحدة، بحسب ما أعلنته المشرفة على فقرة عرض الأزياء التراثية منيرة الأشقر، ثلاثة آلاف ريال، ووصلت لاحقاً إلى خمسة آلاف، ثم تقدمت الأميرة جواهر، بعرض مبلغ 10 آلاف ريال لشرائها. وشهد المزاد على العباءة الثانية حماسة منقطعة النظير بين الحاضرات اللواتي رفعن السعر تدريجياً من خمسة آلاف، إلى ثمانية آلاف، ف10 آلاف. حتى انحصرت المنافسة بين سيدتين، هما موضي الصقير، التي عرضت مبلغ 30 ألف ريال، ونوال المشاري التي تقدمت عليها، وعرضت 35 ألف ريال لشرائها. وشهدت الحفلة تنوعاً في فقرات التراث، وتجسيداً لعاداته وتقاليده وإحيائه بكل تفاصيله، لناحية طقوس الزواج، وليالي «القرقيعان»، في استحضارٍ لعبق الماضي، من خلال عرض تمثيليات فنية، على أنغام أهازيج شعبية. وألقت رئيسة مجلس إدارة جمعية «فتاة الخليج» بدرية الدليجان، كلمة أشارت فيها إلى أن دعم نساء المنطقة الشرقية لإحياء المهرجان، وتقديم ريعه إلى مشروع الرعاية المنزلية، معبرة عن ذلك بقولها إنه «دليل على أن عمل الخير متواصل، فمشروع الرعاية سيساند عدداً من الأسر التابعة للجمعية، لأن فكرة البرنامج منبثقة من هدف تحسين أحوال تلك الأسر، وتأهيل أبنائها. وهذا يعتبر هدفاً رئيساً للجمعية. وهو أحد البرامج والخدمات التي تنبثق منها». وأوضحت الدليجان، أن مشروع الرعاية المنزلية، «برنامج تدريبي وتثقيفي، يساعد على توظيف الفتيات السعوديات»، موضحة أن العمل الخيري «يتطلب موازنة ضخمة لتنفيذه، لذا ارتأت الجمعية استثمار جهود عضوات اللجان، لإعداد برنامج عمل خيري كامل، وتنفيذ مهرجان يدعم البرنامج التدريبي». وأوضحت عضو اللجنة الصحية سناء القصيبي، أن «البرنامج تم دعمه عبر إحياء ليال أحسائية، لتحقيق الفائدة المرجوة منه، وتدريب الطالبات، والتحضير لدفعة أخرى من فتيات الأسر التابعة للجمعية». وهذا ما نوهت إليه المشرفة على البرنامج حصة العليان التي أكدت أن «تأهب الفتيات السعوديات للعمل الخيري، ومساعدتهن للحصول على وظيفة، يسهم في تحقيق خدمة اجتماعية»، مبينة أن الصعوبة التي واجهتهن تمثلت في «خروجنا عن المألوف، لأنها المحاولة الأولى من نوعها بالمملكة، فبعد نحو ستة أشهر نستعد لتخريج الدفعة الأولى من الفتيات وتوظيفهن، لنرى ثمار البرنامج، الذي دامت فكرة دراسته وتنفيذه نحو عامين». واستعرضت وكيلة الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع في جامعة الدمام مستشارة مجلس الشورى الدكتورة الجوهرة أبو بشيت، خطة برنامج «الرعاية المنزلية»، مؤكدة أهميته بعدما أجريت دراسة، ووزع استبيان على أفراد المجتمع، لمعرفة مدى الحاجة إليه وإمكان تقبله. «وكانت النتائج إيجابية. وعلى ضوء ذلك تم تنفيذ الفكرة، وبدأ العمل فيها، بتأهيل الفتيات بمهارات أساسية، مثل الحاسوب واللغة الإنكليزية، ويلي ذلك دورات في التمريض، وكيفية رعاية المولود والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. واستغرقت كل دورة ثلاثة أشهر». وقالت مديرة مركز عطاء الخير منى العجاجي: «إن المهرجان الثقافي يلقي الضوء على الأحساء، لاعتبارات تاريخية وتراثية، يمكن الاستفادة منها في إحياء التراث القديم»، موضحة انه جرى «الاستعانة بشخصيات نسائية عاصرت حقبات تاريخية عدة، ويملكن أسراراً دفينة عن ينابيع وعيون الأحساء، من أجل نشر الثقافة والتراث، ودعم فتيات المنطقة للعمل، وتوفير فرص عمل لهن بعد تدريبهن».