سلطت مسرحية «الوجيه ابن الوجيه» الضوء على شرائح مختلفة من المجتمع على اختلاف توجهاتهم، مستعرضة ظاهرة الإقصاء بسبب الاختلافات. وناقشت المسرحية، التي تقدمها مؤسسة ريكوردينغ للإنتاج والتوزيع الفني على مسرح مهرجان «واحتنا فرحانة» في محافظة القطيف، عدداً من المواضيع الاجتماعية، التي لها علاقة بالجاه والوجاهة، إضافة إلى عدد من القضايا المختلفة كالجامعات والأندية والمستشفيات. وتتضمن فكرة المسرحية صراع الإخوة التوأم الستة على الجاه والمنافسة وتسابقهم في الحصول عليها، بينما ينفرد بها الأجنبي في النهاية في ظل انشغالهم بمحاربة آراء ونجاحات الآخر. المسرحية فكرة وتأليف علي الغانم وإخراج حسن الغانم، يشارك فيها كل من أحمد الجشي، وسلام السنان، ومنتظر المرهون، وحبيب العبندي، وعلي حسين العوامي، وعلي محمد العوامي، وأحمد الصفار، ومحمد السنان، وعلي الغانم. والمسرحية التي استمرت خمسة أيام، تعالج عدداً من المواضيع الحساسة، مشيدة بالشباب المتطوعين والأعمال الاجتماعية وثقافة التطوع، كما تطرقت إلى أهمية حضور الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج للحد من تفاقم مشكلة الطلاق في المجتمع. وأكد المخرج علي الغانم أن العمل يضم عدداً من الشخصيات التي تعد جميعها بارزة ومهمة ومؤثرة في العمل ككل، مبيناً أن فكرة العمل فيها الكثير من الرمزية والإسقاط لجميع طاقم العمل الذي يمثل شرائح مختلفة من المجتمع. ونوّه إلى أن اختيار أبناء الوجيه جاء إشارة إلى الاختلافات المتوجهة في المجتمع، وتم الرمز إلى الوجاهة بالمنافسة بين الأبناء على الوجاهة في المجتمع، مشيراً إلى أن فكرة المسرحية تقوم على تفشي ظاهرة الإقصاء للأطراف الأخرى المخالفة في التوجه والرأي. وقال الغانم ل«لحياة»: «إن الشخصيات المطروحة هي فئات المجتمع الموجودة، التي قد تكون محل نقد فهي ليست معصومة من الخطأ... شخصيات لها عدد من الإيجابيات والسلبيات»،، مشدداً على أنه ليس من الخطأ طرح نقاط السلب في رجل الدين أو المثقف. وأكد دور النقد الذي يساهم في خلق حالة من الوعي الاجتماعي والتقويم، مبيناً نجاح خطاب المسرحية في حال مساهمته ولو بتغيير إنسان واحد في المجتمع، سواء في نظرته لفئات المجتمع أم تغيره الشخصي. وأوضح أن القطيف تزخر بعدد من الطاقات والكفاءات، التي تنتظر من الجمهور الدعم والحضور، لافتاً إلى أن العزوف عن الحضور لا يساعد على نمو الفنان وتطوره. وقال الغانم إن المسرح السعودي لديه طاقات، ولكنه يفتقد الدعم المادي والمعنوي والبيئة المناسبة للعرض، والحاجة إلى مسارح مجهزة بالكامل على مدار السنة. وتحدث الغانم عن بداية إنشاء المؤسسة قائلاً: «مثل أية مؤسسة لها أهداف ربحية، فالهدف من مؤسسة ريكوردينغ للإنتاج الفنية انبثق من كونها هواية سرعان ما تحولت إلى رغبة في تحويلها إلى مؤسسة، لا سيما أننا كنا نلمس حب الفن لدينا، الذي اكتشفنا وبعد دخولنا ساحة الفن وجود أوجه للإبداع والأفكار بداخلنا. وآلية عمل المؤسسة تنبثق من أن التفكير بالمسرح لا يعد مادياً، فنحن على استعداد لتقديم وإنتاج أي عمل مسرحي ذي قيمة وأهداف من شأنه خدمة المجتمع والطاقات الموجودة فيه من خلال القيم التي يكتنفها». وشدد على أن القضايا والمشكلات التي يعانيها المواطن السعودي «فرضت نفسها على كتاب الدراما والمسرح، حتى صار المتلقي يشاهد همومه الحقيقية أثناء تمتعه بمشاهدة مسرحية وقت الترفيه»، منوّهاً إلى أن هذا ما يؤكد أن المسرح رسالة فكر وثقافة، «ومن الطبيعي أن يتهيأ المواطن لمشاهدة مشكلاته التي يعيشها على المسرح بشكل ساخر، ويشاهد الحلول إن أمكن، فمن شأن ذلك أن يشعره بوجود من يشعر بمعاناته، ليخفف منها».