جدد الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاثنين رفض مصر توجيه أية ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية، الا انه حذر في الوقت نفسه من محاولات هيمنة طهران على العالم العربي. وقال مبارك في مقابلة مع مجلة "الشرطة" بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة "رغم رفضنا المعلن لتوجهات ومواقف وتحركات إيران في المنطقة العربية وأفريقيا، فإننا نرفض توجيه ضربة عسكرية لإيران، وندعو لمواصلة الحوار للتوصل لتسوية سياسية حول ملف إيران النووي". وأضاف "لقد استخدمت القوة المسلحة في المنطقة وخارجها تحت شعار الحرب على الإرهاب، حدث ذلك في العراق ولايزال متواصلا في أفغانستان، فماذا كانت النتيجة، هل تم استئصال الإرهاب؟ الذى حدث هو النقيض تماما، فقد تصاعد الإرهاب وأصبح يمثل تهديدا أكبر والدليل على ذلك ما يحدث في باكستان واليمن والصومال". وتابع "وهذا يعنى صحة ما حذرت منه مرارا من أن استخدام القوة، ليس هو السبيل إلى حل الخلافات أو الأزمات ، فضلا عن أن الشرق الأوسط لا يحتمل مزيدا من الأزمات التى قد تجر المنطقة كلها إلى حافة هاوية وإلى نتائج كارثية ليس على المنطقة فحسب وإنما على سلام وأمن العالم". وقال مبارك "إن لإيران الحق كطرف من أطراف معاهدة منع الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعليها أن تثبت الطابع السلمي لبرنامجها، لكن أي خيار دولي للتعامل مع ملف إيران النووي، ينبغى أن يقترن بتعامل مماثل مع قدرات إسرائيل النووية"، موضحا ان الحل يتمثل في "إخلاء منطقة الشرق الأوسط دون استثناء من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل." وتبحث الدول الاعضاء في مجلس الامن حاليا في تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران بعد رفضها مقترحات دولية بتخصيب اليورانيوم خارج ايران كخطوة لاثبات حسن النية بان طهران لا تسعى لانتاج أسلحة نووية. وقالت تقارير ان إسرائيل أنهت بالفعل مناورات عسكرية شاملة لضرب مفاعلات ايران النووية المنتشرة في انحاء واسعة بالبلاد. وكان مدير القيادة المركزية الامريكية ديفيد بترايوس قال الشهر الحالي ان الولاياتالمتحدة اعدت خطة شاملة لاحتواء التهديدات الايرانية في حال توجيه ضربة عسكرية لايران. وكرر مبارك تحذيراته من التدخلات الايرانية في الشؤون المصرية والعربية. وقال "هناك العديد من الأزمات والخلافات والانقسامات فضلا عن المحاور والمزايدات ومحاولات إيرانية للهيمنة والتدخل في الشأن العربي على جبهات عديدة" مؤكدا "أن كافة هذه الأزمات والانقسامات والتهديدات يتقاطع مع دوائر الأمن القومي المصري في صلته بأمن الخليج وأمن البحر الأحمر وفي علاقته بالأمن الأورومتوسطي في الشمال ومنابع النيل في الجنوب". وتخشى مصر من ان تستغل ايران علاقتها القوية بحركة حماس من اجل اشعال الصراع مع اسرائيل وتهديد حدودها الشمالية الشرقية في حال توجيه ضربة عسكرية لايران. وكان مبارك أكد امس الاحد ان بناء الجدار الفولاذي العازل مع قطاع غزة الذي تسيطر عليها حماس هو جزء من حماية الامن القومي المصري.