في الوقت الذي اعتدنا على الضجيج الموسمي والأحاديث الرنانة من القائمين على الجامعات السعودية حين صدور التصنيف العالمي للجامعات، إلا أن العام 2015 شهد صمتاً مُطبقاً من هذه الجامعات ال28 في البلاد إثر غيابها عن المراكز ال500 الأولى في التصنيف الصادر أخيراً عن مركز التصنيف العالمي للجامعات «cwur». واكتفت جامعة الملك سعود باحتلال المركز ال569 عالمياً من ضمن 1000 جامعة، فيما جاءت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المرتبة ال704 عالمياً والثالثة عربياً، فجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة ال847 وجامعة الملك عبدالعزيز ال995. وكان مركز التصنيف العالمي للجامعات أصدر تصنيفه للجامعات العالمية، ومثلما جرت العادة حلّت الجامعات الأميركية في المراتب الثلاث الأول، إذ جاءت جامعة هارفرد أولاً، وستانفورد في المرتبة الثانية، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ثالثاً، فيما حلت الجامعتان العريقتان في المملكة المتحدة كامبريدج وأكسفورد في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي، لتفتح المجال أمام الجامعات الأميركية للمراكز المتبقية حتى الرقم ال12. ولم تسجل الجامعات العربية أي مراكز متقدمة في هذا التصنيف، إذ جاءت أربع جامعات سعودية ومثلها مصرية في قائمة الألف جامعة، في الوقت الذي حضرت الجامعة الأميركية في بيروت في المرتبة ال682 عالمياً والثانية عربياً، فيما سجلت جامعة الإمارات حضورها في المرتبة ال950 عالمياً والسادسة عربياً، ودخلت جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة والإسكندرية ضمن قائمة ال1000 جامعة. وبيّن التصنيف الصادر أخيراً اعتماده على ثمانية مؤشرات رئيسة لتحديد الترتيب العالمي للجامعات، مشيراً إلى تخصيصه ما نسبته 75 في المئة لجودة التعليم، ومخرجات الجامعة، وحصول الأكاديميين المنتسبين للجامعة على جوائز وأوسمة دولية، بما يعادل 25 في المئة لكل مؤشر، فيما قُسمت ال25 في المئة المتبقية على المؤشرات الستة الأخرى، ومنها النشر العلمي وبراءات الاختراع، وشدد المركز على عدم اعتماده على البيانات الصادرة عن الجامعات، مؤكداً حرصه على الوصول إلى المعلومات عن طريق القائمين على التصنيف. يذكر أن العام 2006 شهد بداية الجدل حول دخول الجامعات السعودية للتصنيفات العالمية، بعد أن حلّت في مراتب متأخرة في التصنيف الإسباني الشهير «ويبوماتريكس»، لتبدأ الجامعات بالسعي إلى خطوات تصحيحية لتحسين موقعها فيه، وفي التصانيف الأخرى مثل «كيو إس»، و«شنغهاي»، وهو ما تحقق بعد ذلك بأعوام عدة، إذ سجلت جامعتا الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن مراكز متقدمة في معظم التصانيف على مدى أعوام عدة. وشهد العام 2011 أفضل المراكز للجامعات السعودية في التصنيف الأشهر «شنغهاي»، إذ سجلت جامعتا الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن اسميهما ضمن أفضل 100 جامعة في هذا التصنيف، إضافة إلى دخول غالبية الجامعات السعودية في تصانيف كيو إس وويبوماتريكس. وكانت جامعتان سعوديتان سجلتا مراكز متقدمة في التصنيف العالمي «شنغهاي» خلال العام 2014، هما جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بدخولهما ضمن أفضل 150 جامعة في العالم.