تظاهر عشرات المحتجين في مدينة «بن قردان» القريبة من الحدود التونسية الليبية ضد إنشاء الحاجز الترابي على طول الحدود بين تونس وليبيا، فيما نفت رئاسة الجمهورية التونسية وجود أي مساعٍ لبناء قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها. وتشهد منطقة بن قردان الحدودية مع ليبيا (جنوب شرق تونس) احتجاجات متواصلة منذ يومين انطلاق الحكومة ضد تركيز الحاجز الترابي على طول 220 كيلومتر من الشريط الحدودي بين تونس وليبيا. وطالبت فعاليات أهلية في المنطقة بوقف الأشغال فوراً، فيما أقدم محتجون على غلق الطريق بكميات من الملح ومنع الشاحنات الليبية المحملة بالسلع في طريقها إلى ليبيا من المرور، كرد فعل على ما وصفه المجتمع المدني ببن قردان ب «القرار الحكومي الأحادي»، الذي يعتبره أهالي المنطقة تضييقاً على عملهم وتجارتهم. وكان رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أعلن عن شروع حكومته في بناء ساتر ترابي وخندق على طول الحدود مع ليبيا، وذلك في إطار خطة لوقف تسلل الإرهابيين من ليبيا الغارقة في الفوضى إلى بلاده بعد هجوم دموي على منتجع سياحي في محافظة سوسة خلف عشرات القتلى الشهر الماضي. ويعتبر أهالي «بن قردان»، التي تعيش من التجارة بين ليبيا وتونس، أن هذا القرار لن يساعد في مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة بقدر ما يساهم في رفع حالة الاحتقان لدى الأهالي والشباب الذين يعانون البطالة ونقص التنمية في المنطقة الحدودية. في المقابل، تشدد السلطات التونسية على أن إقامة الحاجز الترابي على الحدود الليبية هو ضرورة فرضتها الأحداث والمعطيات الأمنية خاصة وأن المتورطين في هجومي باردو وسوسة تلقوا تدريبات في معسكرات ليبية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، أن الوحدات الأمنية المختصة اعتقلت 12 عنصراً من المحسوبين على التيار السلفي الجهادي إثر عشرات المداهمات لمحلات تملكها عناصر يُشتبه في انتمائها لتنظيمات إرهابية. في سياق آخر، نفى الناطق باسم الرئاسة في تونس معز السيناوي ما تداولته وسائل إعلام حول موافقة بلاده على إقامة قاعدة عسكرية في مدينة «الهوارية» في محافظة نابل (شمال شرق) خلال زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة. وشدد السيناوي على أن عقيدة تونس العسكرية منذ الاستقلال هي «رفض أي قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد». اشتباكات سبها في غضون ذلك، سُجِل سقوط عشرات القتلى في اشتباكات بين قبيلتي التبو والطوارق في أكبر مدن الجنوب الليبي، مع تنامي الفراغ الأمني في منطقة أقصى جنوب ليبيا. وقال حامد رافع الخيالي عميد بلدية مدينة سبها، إن الاشتباكات تفجرت بين الطرفين منذ 4 أيام في ضاحية من ضواحي المدينة. وأضاف الخيالي هاتفياً من سبها الواقعة على مسافة 700 كيلومتر تقريباً جنوبيطرابلس: «قُتل حوالى 29 فرداً من الطوارق وجُرح 4 في الاشتباكات». وقال مسؤول من قبيلة تبو إن الاشتباكات بدأت بعد مقتل أحد أفراد القبيلة عند حاجز أمني. وقالت زهرة آدم المسؤولة المحلية في قرية الطيوري المجاورة والتي تمثل قبيلة تبو أغلبية سكانها، إن ثمانية أفراد من القبيلة قتلوا وجرح 18 آخرون. وقال الخيالي إن وجهاء القبيلتين حاولوا التفاوض على هدنه لكن المحادثات فشلت. وطلبت المدينة من المسؤولين العسكريين في طرابلس المساعدة في إعادة النظام لكنها لم تتلق رداً. إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني أمس الإثنين من السيطرة على محيط ميناء المريسة في مدينة بنغازي والطرق المؤدية إليه بالكامل.