قالت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» إن من المفترض أن يبلغ رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان الإسرائيليين «بأن الهدوء الذي يشهده قطاع غزة ليس بسبب حربهم الأخيرة على غزة، لكن لأن مصر تضغط على قيادات القوى والفصائل الفلسطينية وتدعوهم إلى ضبط النفس». ونقلت المصادر عن سليمان قوله إنه «سيبلغ الاسرائيليين بأن حملتهم الاخيرة على غزة لم تجلب لهم التهدئة، وأن الهدوء الحالي في قطاع غزة هو نتاج توافق وتفاهم مصري مع القوى والفصائل الفلسطينية لأن مصر معنية بالحفاظ على الهدوء في القطاع، لكنها لا يمكنها أن تضمن أن تكبح هذه القوى نفسها وأن يستمر هذا الهدوء إلى ما لا نهاية في ضوء استمرار الحصار وإغلاق المعابر وعدم إنجاز ولو قدر ضئيل من الاعمار في غزة»، مضيفة ان سليمان سيبلغ الاسرائيليين «بضرورة فصل ملف التهدئة عن ملف تبادل الاسرى، ولو أن الاسرائيليين معنيون فعلا بإطلاق الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة غلعاد شاليت، فليبادروا ويقدموا عرضا حقيقيا يمكن التعاطي معه». ولفتت إلى أن الوزير سليمان «يعلم جيداً أننا (الجانب الفلسطيني) حريصون على إطلاق أسرانا ومستعدون لإبرام الصفقة في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل جاهزة ومستعدة لدفع ثمن إطلاق أسرانا، وفي مقدمهم الاسماء صاحبة الوزن الثقيل التي تعتبر إسرائيل أن أياديهم ملطخة بالدماء وضالعين مباشرة في عمليات قتل أعداد كبيرة من اليهود». وشددت على أن مصر تساند موقف «حماس» الرافض الربط بين ملفي التهدئة وصفقة الأسرى. ولفتت إلى أن القيادي في «حماس» اسامة المزيني يجري محادثات في دمشق مع قيادات الحركة تتعلق بتسوية ملف الاسرى، موضحة أن المزيني، وهو من قيادات الحركة في غزة، مكلف ملف الاسرى ومخول الادلاء بتصريحات عن شاليت، وقالت إن المحادثات تتناول مدى إمكان بحث تسوية جدية لملف الاسرى. وعلى صعيد التهدئة، كشفت المصادر الفلسطينية ل «الحياة» أنه «رغم الحصار الخانق على غزة، إلا أن حماس تمكنت من تطوير فعالياتها، ولديها الآن سلاح جديد بعيد المدى دخل إلى غزة»، مشيرة إلى أن الصاروخ الذي تم اطلاقه أخيراً من منتصف معسكر الشاطئ في غزة ووصل إلى البلدات الإسرائيلية، كان بمثابة «رسالة موجهة إلى الاسرائيليين في هذا التوقيت». وأضافت: «لن يستطيع الإسرائيليون القضاء على قدراتنا إلا لو مسحوا كل قطاع غزة... لقد جرفوا الأراضي وانشأوا مناطق حدودية عازلة، ناهيك عن منظومة اعتراض الصواريخ التي تحدث عنها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك».