اعتبر الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أنه «على رغم بعض الآفاق الواعدة التي تنبلج وتنعكس علينا إيجاباً بنتيجة مسيرة التقارب العربي، فإن هناك تحديات كثيرة ما زالت تطرح نفسها»، مشيراً الى «استمرار أزمة الصراع العربي الإسرائيلي والاحتلال الإسرائيلي والتهجير القسري للفلسطينيين ومشكلة القدس، وهي المشكلة التي تضرب عميقاً في ضمير كل اللبنانيين والعرب والمسلمين والمسيحيين». ولفت الى أن «هذه المشاكل استنفدت ثرواتنا وقدراتنا وأجيالنا العربية ولم نحصد منها إلا التعثر والتراجع والفشل». وتوقف السنيورة في احتفال تكريمي أقامه على شرفه «بيت التمويل العربي» عند جولة المبعوث الأميركي جورج ميتشل على لبنان ودول المنطقة كمحاولة لتجديد المساعي أملاً بالوصول إلى حلول سلمية»، لكنه لفت الى أن «الآمال ليست مشجعة، والسبب الأساسي هو الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي يقابله عجز أميركي عن الضغط على إسرائيل لتبديل موقفها، ما يدفع إلى الاستنتاج أن الآمال التي كانت معلقة على الإدارة الأميركية الجديدة لحل أزمة المنطقة لم تعد كما كانت قبل أشهر، في مقابل ذلك نرى تفككاً عربياً وفلسطينياً يحول دون وجود إرادة عربية موحدة». ورأى السنيورة أن من التحديات «استمرار أجواء التوتر والقلق في المنطقة جراء استمرار الأزمة حول الملف النووي الإيراني الذي يبدو حتى الآن من دون حلول، ما يطرح احتمالات متعددة نفكر بها جميعاً ونخشى من تداعياتها»، مشيراً الى أنه «في الوقت ذاته تواجهنا بين الحين والآخر ظواهر ومواقف مرفوضة ومخالفة لإجماع اللبنانيين تحاول إعادة لبنان إلى الوراء سعياً للقول إن أوضاعه غير مستقرة، وانه قد يتعرض للهزات وهو بحاجة لرعاية ومتابعة». وأوضح ان «هذه من جملة التحديات التي تطرح احتمالات سعي البعض لاستعمال لبنان ساحة للصراع أو كصندوق بريد لتوجيه الرسائل إلى هذا الطرف أو ذاك». ودعا الى «الولوج في مرحلة جديدة من التلاقي الداخلي والحوار والانفتاح والتواصل لتحصين لبنان وللاستفادة من التطورات العربية المؤاتية»، آملاً أن «نستفيد من هذه المرحلة بكل أبعادها ولا نضيع مرة أخرى الوقت والفرص المتاحة»، ومؤكداً ضرورة «التمسك بلبنان بلداً عربياً حراً سيداً مستقلاً». ورأى أن «إجراء الانتخابات البلدية في موعدها مسألة أساسية لتثبيت الثقة بالنظام اللبناني ومؤسساته»، مشدداً على ضرورة «إدخال ما نستطيع إدخاله من الإصلاحات على قانون البلديات بما يسمح به الوقت المتبقي على إجراء الانتخابات، مع التأكيد الجازم للتمسك بوحدة العاصمة بيروت مختبر العيش المشترك والتسامح والاعتدال ومركز الحرية والتنوع».